الأسرة ودورها في تنمية الإبداع

- 2030 -

تنمية الإبداع:

إن الإبداع له دور كبير في بناء الانسان، وتنمية قدراته حتى أصبح هو الهدف الرئيسي للعملية التطويرية في أي دولة من دول العالم، وأصبح يقاس مقدار تقدم أي دولة بمقدار قدرتها على تنمية عقول ابناءها والعمل على استثمار ذلك؛ حتى يصبح المجتمع قادر على التفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر

فالعصر الذي نعيشه اليوم هو: عصر ملئ بالاهتمامات، والتساؤلات، والأفكار التي تجعل الفرد منذ صغره يتدخل في معرفه كل شيء يمر به.

وفي ظل التحولات الكبيرة في عالم اليوم فإنه قد أصبح من الضرورة أن يحرص قادة الفكر والرأي على تركيز الاهتمام بالمجالات الإبداعية في شتى مجالات الحياة فضلا عن تنمية القدرات المؤثرة فيها مع التأكيد على أهمية توجيه العملية التعليمية بدءا من المرحلة الأساسية في التعليم حتى المرحلة العليا منه في إيجاد بناء وتكوين الإنسان المبدع، والقادر على مواجهات العالم اليوم بتحدياته، ومشكلاته المتعددة وتمكينه من تقديم الحلول غير المسبوقة لمتطلباته العصرية.

فالثقافة الإبداعية تبدو ذات صلة وثيقة بالتفكير الإبداعي أو التفكير البناء الذي يؤدي الى أن يمتلك الفرد القدرة على تعدد الاستجابات عندما تكون هناك مؤثرات.

كما أن البيئة بجميع عناصرها تمثل الحاضنة للظاهرة الإبداعية التي بدونها تنعدم الفرص للإبداع وتوافرها يقوي احتمالات التوصل إلى نتاجات إبداعية.

بقلم د. خالد بن محمد الرابغي – متخصص في الموهبة والابداع

Picture1 1

مفهوم الإبداع:

- إعلان -

حظي الإبداع باهتمام الكثير من الباحثين، والخبراء حيث تعددت تعريفاته وفقاً لرؤية وشخصية والمنطلقات الفكرية لكل باحث وخبير، فيعرف الإبداع في اللغة على أنه: ابتداء الشيء، أو صنعه على غير مثال سابق.

وقد عرفت الموسوعة البريطانية الإبداع على أنه: القدرة على إيجاد شيء جديد من خلال استخدام التفكير التخيلي سواء كان ذلك حل جديد لمشكلة أو، أداة جديدة، أو أثر فني أو أسلوب جديد.

ومن الممكن أن نصل إلى تعريف خاص بناءً على ما توصل إليه الباحثين والخبراء من تعاريف إلى أن الإبداع هو: تنظيم الأفكار، وظهورها في بناء جديد، وغير مسبوق لإيجاد حل للمشكلات من خلال العناصر موجودة بأساليب جديدة بمجالات متنوعة.

إن الاهتمام بدراسة وتنمية الإبداع بدأ منذ أن إعلان “جيلفورد “عام 1950 في خطابه الافتتاحي في المؤتمر السنوي لجمعية علماء النفس الامريكية، والذي قدم فيه نموذجه عن بنية العقل الانساني وفرق فيه على نوعين من التفكير هما: التفكير التقاربي، والتفكير التباعدي فهذه كانت الشرارة الأولى لانطلاق نحو بحوث الإبداع.

مؤشرات الإبداع:

من الممكن أن ينتج الإبداع من بيئة صعبة المعيشة كما إنه من الممكن أن ينتج الإبداع من اشخاص غير أسوياء من الناحية النفسية فالكثير من المضطربين نفسيا في العالم كانوا مبدعين.

فمن مؤشرات الإبداع نسبة الذكاء مرتفعة أي بمعنى أن الفرد يتمتع بنسبة الذكاء فوق العادية، وكذلك من المؤشرات أن لديه نسبة الإنجاز يؤديها كاملة في المهام الموكلة له، وكذلك من مؤشرات الإبداع الأصالة والتي تعنى: الجد والجديد في العمل والاجتهاد، وكذلك من مؤشرات الإبداع محاولة تحقيق الذات وهي محاولة الوصول إلى الأهداف التي وضعها الفرد لنفسه ويقوم هو بإتمامها على أكمل وجه.

تنمية الإبداع لدى الطفل:

الأسرة هي العامل المسؤولة عن تربيه الطفل سواء عقليا، أو تربويا والإبداع معتمد بشكل كبير على إدارة العقل والتفكير وإبداع الطفل يولد بطريقته بالتفكير، وحل المشكلات والتحديات التي تواجهه؛ لأن هذا سوف يجعل من الطفل ذو شخصية وثقة بنفسه عالية فعلينا هنا أن نذكر بعض طرق تنمية الإبداع لدى الطفل وأسرته منها على سبيل المثال وليس الحصر: 

  • فعلى الاسرة أن تبادر بتوجيه الأسئلة التي تحتوي في صياغتها على العقل والخيال والتفكير لطفلها لتصل به الى مرحلة الاكتفاء عن التساؤل.
  • تنمية إبداع الطفل وتشجيعه على التخيل والإبداع والابتكار من خلال استكشاف اهتماماته والتي تأتي من خلال التدريب.
  • على الأسرة أن تنمى مهارة حب الاستطلاع عند الطفل والرد على جميع تساؤلاته ولا تتذمر من كثر ما يطرحه من أسئلة.
  • إشراك الطفل في التعرف على طرق تهيئة وتحسين عمل ما سواء داخل المنزل أو خارجه.
  • أن تقوم الاسرة بتوفير الأدوات التي تساعد طفلها على تنمية مهارة الخيال والبحث.
  • العمل على تنمية قدرات الطفل العقلية والنفسية والإبداعية، والتي تعمل على زيادة الثقة لديه مما يؤدي به ذلك إلى زيادة في المشاعر الإيجابية لديه.
  • أن تقوم الاسرة بتشجيع طفلها على إبداء الرأي واتخاذ القرار المناسب وتنمية الشخصية المستقلة لأن هذا؛ يجعل طفلها واثقا من نفسه وله شخصيه قوية ومتميزا وقادرا على اتخاذ قراراته بنفسه وقادرا على حل مشاكله بنفسه.
  • أن تقوم الاسرة بتوفير الغذاء الصحي المتكامل من العوامل الأساسية لبناء صحة الطفل العقلية والبدنية والنفسية والتي لها دور كبير في تنمية.
  • على الاسرة أن تجنب طفلها المشاكل الاسرية التي تسبب الخوف والقلق والتوتر والعوامل السلبية مما يؤثر ذلك على تنمية الإبداع.
- إعلان -

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.