التشتت الذهني وقلة التركيز بين الأسباب والحلول المقترحة

التشتت الرقمي تزامن ظهوره مع الأجهزة الذكية

- إعلان -

- إعلان -

لا أكاد أبدأ بعمل حتى أشعر بالملل وأنتقل لعمل آخر، وكثيراً ما أنسى مهام عليّ إنجازها اليوم، وقد استغرقت كثيراً في التفكير، وها أنا أضيع المزيد من الفرص، وأنا أقضي ساعات دون إنجاز أي عمل، ولدي الكثير من الأهداف، ولكني لا أعرف كيف ومن أيها أبدأ؟

 

هل شعرت أن هذه العبارات تمثل حالتك الآن؟

هل شعرت أنها تتحدث عن مشكلة تعاني منها ولا تعرفها؟

هذا ما نسميه التشتت الذهني وقلة التركيز، سنتحدث عن أسبابه وعن الحلول المقترحة في هذا المقال.

 

بقلم: لمى أحمد ملحم- مستشار أسري- لايف كوتش- انستجرام Lama.ame@

 

 

أولاً لنعرّف التشتت:

تشتت الذهن: انشغال الذهن بأمور شتى (أي أمور مختلفة).

تشتت الانتباه: انشغال الانتباه بأمور شتى (أي أمور مختلفة).

 

مظاهر التشتت الذهني:

  • لا تشعر أحياناً بمرور الوقت الكبير.
  • الملل وعدم القدرة على إنهاء مهمة معينة.
  • الانتقال بين المهام المختلفة دون إنهاؤها.
  • أهداف كثيرة، ولكنها بدون خطط لتنفيذها.
  • التشتت يرافقه قلة التركيز وبالتالي يؤدي إلى نسيان بعض المعلومات.
  • التسويف (غداً أكمل، أتم العمل بعد مشاهدة فيديو أرسله صديقي، …).
  • من السهل مقاطعتك وأنت تعمل (مكالمة هاتفية غير ضرورية مثلا…) وبالتالي ضياع المزيد من الوقت وتراكم المهمات.

 

ومن مظاهر التشتت الحديثة ما نسميه التشتت الرقمي:

- إعلان -

التشتت الرقمي، مصطلح رافق ظهور الأجهزة الذكية التي أصبحت تسهل لنا الدخول لشبكة الإنترنت في كل وقت، وأي وقت

بسبب أو دون سبب. نلاحظه في التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وصفحات الإنترنت وما تحمله من معلومات سريعة الوصول. ويؤدي بنا ذلك إلى ضعف الانتباه الذي يعد المفتاح القوي للفهم والحفظ والتذكر.

ومن الأمور التي تتأثر سلبياً بالتشتت الرقمي أيضاً: مهارة قراءة الكتب، ومهارة الإنصات، وجودة النوم، والصبر على التعلّم،

مما ينتج عنه هدر للوقت والجهد، والتأثير السلبي على جودة إنتاج العمل.

وكذلك يؤدي إلى التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية مع الأسرة وفي العمل وغيرها، ولا يخفى علينا ما سببه هذا التشتت من حوادث سير مؤلمة نتيجة الانشغال بالأنترنت أثناء القيادة.

 

   ماهي أسباب التشتت؟

  • الفراغ وعدم اشغال النفس بما ينفعها.
  • عدم وضوح الأهداف في الحياة وبالتالي عدم انتظام في الإنجاز.
  • عدم وضوح الأولويات عند الإنسان وبالتالي تراكم المهام الكثيرة والمتنوعة.
  • لا يملك الإنسان مهارات التفويض ومهارة قول (لا) مما يسبب هدر الوقت والمال والجهد.
  • التنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي وقضاء وقت كبير فيها أو على شبكة الانترنت دون تحديد هدف ووقت واضح لذلك.
  • قلة النوم وسوء في نمط الحياة من حيث الغذاء، وممارسة النشاط الرياضي، يؤثر سلبياً على التركيز والحضور الذهني.

 

من أهم أسباب التشتت الأفكار السلبية:

  • التفكير السلبي في الماضي وما يرافقه من مشاعر الحزن والندم ولوم الذات ولوم الآخرين.
  • التفكير في المشاكل المتراكمة مع ما يرافقها من مشاعر سلبية وما تسببه من حيرة، وإرهاق ذهني، وجسمي، ونفسي.
  • النظرة المثالية للأمور وما يرافقها من انخفاض تقدير الإنسان لأي عمل يقوم به.
  • رفع سقف التوقعات من الآخرين وما يرافقه من لوم وعتب ومشاحنات مستمرة.
  • التفكير بالمشكلة والغرق فيها وبالتالي الإحساس بالعجز والتشاؤم أحياناً.
  • إلقاء اللوم دائماً في عدم الإنجاز على ظروف الحياة ومصاعبها.
  • المقارنة السلبية مع الآخرين (هم يملكون وأنا لا أملك، إلخ…).
  • التركيز على نقاط الضعف وحديث النفس السلبي (أنا لا أستطيع، أنا ضعيف في الالقاء، أنا لست ذكياً، إلخ …).

 

 حلول ومقترحات للتخلص من التشتت والأفكار السلبية:

  • التفريغ عن طريق الكتابة: أُكتبْ كل ما يدور في ذهنك الآن، وفي أي وقت تزاحمت الأفكار داخلك أفرغها بالكتابة لا يهم بأي لغة أو خط تكتب، المهم أن تخرج هذه الفوضى، لتستطيع أن تعالجها وتنظمها.
  • ترتيب أولوياتك، وهناك العديد من الطرق لذلك، تستطيع أن تختار المناسب لك منها، فترتيب الأولويات سيساعدك على زيادة التركيز في العمل.
  • مفيد جداً وضع جدول بسيط لمهامك اليومية، بإمكانك أن تكتبه بداية اليوم أو قبل النوم. الجدول سيساعدك على تنظيم الأعمال والوقت، ويمنع تراكمها المزعج.
  • من المهم التخلص من التشتت بأن تتعلّم مهارات التفويض، ومهارة قول (لا) لكل ما يهدر وقتك وجهدك ومالك.
  • سيساعدك تعلّم مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار، على الحد من إرهاق التفكير الزائد وممارسة التفكير الإيجابي وإيجاد الحلول.
  • إن وضع معايير للعمل، وخطة للتقييم والتقويم، سيساعدك لتبتعد عن المثالية المرهقة، ويرفع شعورك بالإنجاز، وبالتالي يرفع تقديرك لذاتك.
  • النشاط الرياضي والغذاء المتوازن والنوم الجيد، يساعدونك على التركيز فأحرص عليهم.
  • للحد من التشتت الرقمي تعلّم كيف تنظم اتصالك بأجهزتك الإلكترونية واستخدامك لشبكة الإنترنت.
  • استخدام منبه للوقت، لتحديد أوقات لإنهاء المهام، والالتزام به سيساعدك على استثمار وقتك بشكل جيد.
  • تعرّف على نفسك جيداً، لأن الأفكار السلبية تجعلنا غير قادرين على رؤية ما لدينا من إمكانيات، وما نملك من مواهب.
  • لتفهم التعامل مع مشاعر الخوف والقلق والحزن، أفهم ثلاثية الزمن: الماضي، الحاضر، المستقبل فالماضي، ذهب إلى الأبد، أملك منه فقط مجموعة خبرات وتجارب تساعدني في حياتي. والحاضر، هنا والآن، أملك أن أعمل أن أسعد نفسي ومن أحبهم بما لدي الآن، (عيش اللحظة). وأخيراً المستقبل غداً، أخطط له، آخذ بالأسباب، وأتوكل على الله تعالى.
  • فن إدارة العلاقات، سيساعدك على تحديد أدوارك في الحياة، وواجباتك، وحقوقك أيضا ويشعرك بالرضا والتوازن بعيداً عن المشاعر والأفكار السلبية تجاه الآخرين.
  • مفيد جداً لك أن تتعلّم تمارين الاسترخاء، تعلّم أن تتأمل، تتنفس جيداً.
  • وأخيراً التخطيط بانتظام لقضاء وقت للراحة تكافئ به نفسك، بأعمال وهوايات محببة لك.

 

 

في الختام..

أنت أهم انسان في حياتك، وأنت أهم أولوياتك، لا يهم في أي عمر، أوفي أي مكان تبدأ، لا تؤجل سعادتك، ولا تنتظر فأنت تستحق أن تحيا بسلام وتفخر بإنجازك؛ لأنك متفرّد بشخصيتك التي خلقك الله تعالى عليها وأودعها مواهب وهبات في مزيج رائع هو أنت.

 

 

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.