مهارة اتخاذ القرار عند الطفل

- إعلان -

عادة ما تتأثر صناعة القرار لدى الطفل من خلال التوقعات التي يمر بها في يومه والتي يتعلمها ممن حوله بدون الخبرة الكافية لفهم وتحديد ما يقرره، فمساعدة الطفل في إتاحة الوقت له لعملية التفكير يشجعه على اتخاذ القرار الأفضل في حياته. اتخاذ القرار هو مهارة أساسية سيحتاج كل فرد لاستخدامها في مرحلة ما من مراحل حياته لأنها من المهارات التي تحتاج إلى نوع خاص تشارك في بداياتها الأسرة من أجل تعليم أطفالها المهارات الحياتية المطلوبة. فهناك الكثير من الدراسات في اتخاذ القرار تنادي بأن يتعلم الطفل أساسيات اتخاذ القرار في سن العاشرة من خلال مشاركته وأخذ رأيه للاختيار ولو في أبسط الأمور كاختيار الملابس أو كتاب أو طعام فمثلاً مشاركته في طعام اليوم.. ماذا نأكل اليوم؟ فهذا يحفزه على التفكير والتشجيع والتركيز أثناء الاختيار وهنا يأتي دور الأسرة وخاصة الأم أو الأب في مساعدة الطفل بأن مثلاً قرار اختيار الطعام يعد من القرارات البسيطة والصغيرة التي لا تحتاج إلى جهد ووقت كثير وهكذا يتم تدريب الأسرة لطفلها بأن القرارات من الممكن تكون بسيطة ومتوسطة ومعقدة تحتاج من الإنسان التفكير والتمعن. 

 

بقلم الدكتور خالد بن محمد الرابغي – متخصص في الموهبة

 

خالد بن محمد الرابغي

 

إن مهارة اتخاذ القرار مثلها مثل أي مهارة من المهارات التي تحتاج إلى التمرين والتدريب لتكتسب ويتم تعلمها بشكل تدريجي عن طريق الأسرة من خلال التوجيه والنصح والإرشاد والدعم لأطفالهم لأن هذه المهارة تنمي عند الطفل القدرة على مواجهة أمور الحياة والاعتماد على نفسه وقدرته على التفكير بشكل منطقي والموازنة ما بين الاختيارات المتاحة، ومن ثم اختيار ما هو مناسب له.

 

وهناك العديد من الطرق لتعليم الطفل كيفية اتخاذ القرار منها: 

 

  • الرؤية المستقبلية للقرار: 

على الأسرة تعريف الطفل بأن اتخاذ القرار هو المسؤول عنه وحده وهو الذي يتحكم فيه ومن الممكن أن يحدد مستقبله. لذا فلا بد أن يتعلم الطفل القدرة على اتخاذ قراره. 

  • إيجابيات وسلبيات القرار: 

على الأسرة أن تعرف الطفل بأن أي قرار يتخذ لابد أن يكون له سلبيات وإيجابيات عند اتخاذه، هنا لابد أن يتعرف الطفل على التفكير المنطقي قبل اتخاذه للقرار ويكون على دراية وتقييم للوضع الذي يراه ليحدد الاختيار ويتخذ القرار عليه. 

- إعلان -

  • الثقة في الطفل: 

على الأسرة أن تشعر الطفل بأن ثقتها فيه ليس له حدود وأن تردد ذلك دائماً على مسامعه لأن ذلك سوف يجعل من الطفل الاهتمام والتفكير بطرق إيجابية والبعد عن السلبيات وذلك لإثبات هذه الثقة من خلال اتخاذ قراره. 

  • مراجعة القرار: 

الأسرة لها الدور الكبير مع طفلها في دور المتابعة والمراقبة له، فالتحقق من قرار الطفل قبل تنفيذه ومناقشته ومراجعته معه سيكون له مردود جيد لدى الطفل وهنا يشعر الطفل بأن قراره الذي اتخذه ليس مجرد رضى فقط. 

إن اتخاذ القرار عند الطفل من الممكن أن يحدد له المسار في حياته ويساعده على أن يكون أكثر استقلالية وتحملاً للمسؤولية وتعزز من ثقته في نفسه. أما إذا كان قراره غير سليم ومهزوز فإنه قد يعاني منه مستقبلاً ويفقد ثقته بنفسه ولأهمية اتخاذ القرار عند الطفل في الأسرة عدة أساليب منها: 

  • تعزيز وبناء الثقة:  إن تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل تتم عند إعطاء حرية اتخاذ القرار له ويتعزز شعور الثقة بالنفس عند اتخاذه أي قرار ولو صغير في المراحل الأولى من حياته لأن ذلك سوف يشعره بالثقة أما إذا كان عكس ذلك فإنه سوف يشعر بأنه لا يستطيع اتخاذ قرارات مهمة في الحياة مستقبلاً. كما أن الطفل الذي لا يملك الخبرة والثقة في اتخاذ قرار ما ربما يتجه إلى اتخاذ قرارات سيئة في حياته. 
  • المسؤولية: إن القدرة على اتخاذ القرار السليم يجعل الطفل يرسم حياته بنفسه ويبني له حياة خاصة في اتخاذ قراراته حتى لو كانت هذه القرارات صغيرة أو بسيطة، فلا بد على الأسرة أن تهيئ الطفل لذلك وتخرجه من جلبابها حتى يستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه لأنه مهما صار فلن يبقى الطفل تحت إشراف وتوجيه الأسرة إلى الأبد. 
  • تعليم مهارة اتخاذ القرار: هذه المهارة يجب على الأسرة أن تعلمها طفلها مثلها مثل أي مهارة أخرى وأن تعرف طفلها بعواقب القرار وإيجابياته الجيدة والسلبيات الخطأ من القرار وهنا يكون دور الأسرة و هو النصح والإرشاد له والتفريق بين القرار بعيد المدى والقرار السريع.
  • العمل الإيجابي: إن الطفل يواجه العديد من المشاكل في حياته فعلى الأسرة تسهيل المجال أمام طفلها باتخاذ أي قرار تشاركه فيه حتى لو كان هذا القرار صغيراً أو بسيطاً لأن هذا سوف يعطي للطفل الإحساس بالسعادة والثقة في حياته ويعزز من الصفات الإيجابية التي من شأنها أن تمهد له الانتقال إلى مرحلة أعلى في حياته ولديه من الخبرة الجيدة في ذلك. 
  • المحاورة مع الطفل في القرار: على الأسرة أن تناقش طفلها وتحاوره في القرار الذي اتخذه بشأن أمر ما، وعيها أن تقدر ما يقوم به طفلها في التفكير والوصول إلى قراره وأن توضح لطفلها في مناقشتها وحوارها له الاتفاق والاختلاف. 

 خطوات صنع القرار: 

هناك العديد من الخطوات في عملية صنع القرار تحتاج الأسرة أن تدرب عليها طفلها فمن هذه الخطوات: 

    • تحديد المشكلة: 

    • الكثير من الأسر تهمل هذه الخطوة علماً بأنها من أهم الخطوات في التدريب على اتخاذ القرار والبعض يعمل على هذه الخطوة بدون أن يعرفها لطفله وغالباً ما تهمل الأسر ذلك بسبب الخوف اللاشعوري من التعرف إلى المشاكل إلا أنها من أهم الخطوات في صنع القرار لأنها هي التي تحدد طريقة سير باقي الخطوات. 
    •  جمع البدائل: 

    • على الأسرة هنا أن تضع أمام طفلها العديد من البدائل وأن تكون هذه البدائل واضحة ومرتبطة بالموضوع المراد اتخاذ القرار فيه لأن عند اتخاذ القرار والتدريب عليه من قبل الأسرة بمعلومات ناقصة وغير واضحة قد يؤدي إلى نتائج سلبية، وسيضطر صانع القرار إلى إعادة عملية صنع اتخاذ القرار من البداية وهذا سوف يهدر الوقت بدون فائدة تذكر. 
    • تنفيذ القرار:

    •  وهي الخطوة الأخيرة في صناعة القرار الذي يجب على الأسرة أن تدرب طفلها عليها ففي هذه المرحلة القرار قد حدد ولم يبق عليه سوى تنفيذه، وهي المرحلة الأخيرة لصناعة القرار.

  • معوقات صنع القرار: 

هناك العديد من المعوقات في صناعة القرار على الأسرة أن تتجنبها وتعرفها لطفلها حتى يتعلم عليها ويتجاهلها أثناء صناعته للقرار من هذه المعوقات: 

  •  تنظيم المشكلات بشكل خاطئ:

  •  إن تحديد المشاكل ودرجة أهميتها أو خطورتها في التنفيذ يجب أن تكون بشكل منظم وواقعي فترك مشكلة مهمة وتقديم مشكلة أقل في الأهمية منها فهذا يعد تنظيماً خاطئاً لذا فإنه يتطلب من صانع القرار تحديد المشاكل، وتحديد درجة خطورة كل منها بكل شفافية وأهمية حتى يستطيع إيجاد الحل وصناعة القرار عليها. 
  •  الاستعجال في القرار المتخذ: 

  • إن الاستعجال والتسرع في اتخاذ القرار يحدث نتيجة عدم المعرفة الدقيقة بالمشكلة، وهذا يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة بشكل جيد، بل يجب على صانع القرار عدم الاستعجال وعلى الأسرة تدريب طفلها على ذلك وتدريبه على الإلمام بكافة المشاكل المتاحة والتي تواجهه في صناعته للقرار. 
  • التسلط في اتخاذ القرار: 

  • يعد هذا من المعوقات المهمة التي على الأسرة أن تدرب طفلها في البعد عنه فصانع القرار عليه ألا يكون متسلطاً أو صاحب رأي تسلطي وهذا السلوك يعرضه لمواجهة مزيد من الأخطاء، لأن بعض القرارات تحتاج إلى المناقشة والمشاورة. 
  •  التردد في اتخاذ القرار: 

على الأسرة أن تدرب طفلها على عدم التردد لأن هذا يشعر صانع القرار بعدم ثقته بقدراته، والثقة بالنفس من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها صانع القرار.

- إعلان -

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.