الحوار الأسري ودوره في بناء شخصية الأبناء

تكمن أهمية الحوار مع أبنائنا في إمكانية غرس طموحات ومفاهيم وحل لمشكلات قد لا يحسن أبنائنا التعبير عنها

- إعلان -

الأسرة هي الأساس في بناء مجتمع قوي ومتماسك، كما أنها المسؤولة عن كافة الأمور المتعلقة بالطفل من التربية والنصح والتوجيه والإرشاد، وتبني الأسرة مع طفلها أسس التواصل والحوار والتفاهم لصنع بيئة تقوم على الحوار المفتوح وأبداء الرأي لأنه يقوي ويبني شخصية الطفل ليصبح أكثر وعي وتفهم لمجتمعه.

 

بقلم / المستشار الأسرى- محمد الجهني

 

الأسرة عماد المجتمع وراحة الإنسان من متاعب الدنيا، حيث أنه في المنزل تلتقي الأرواح وتطيب الانفس وتجتمع الأسرة. وتعد التربية تفاعل بين الوالدين وابنائهم وكلما اشتد ذلك التفاعل على المستوى العاطفي تأثر الصغار بما يتلقون من التربية. حين يتكلم الطفل بأريحية ويسأل والده أو والدته عن الأمور التي لا يعرفها وعندما يجد أنه من السهل عليه أن يتكلم بصدق وصراحة عن طموحاته وتطلعاته وآرائه ومشكلاته حينئذ يحدث التغير في الشخصية.

- إعلان -

الحوار الجيد داخل الأسرة الواحدة سواء كان بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين وابناءهم يعد فرصة جيدة للتفاهم الصحي الأسري، على حين أن الجدال ورفض الرأي والصراعات الأسرية تجعل العلاقات سيئة ويصعب التأثير والتغيير في شخصية الطفل مع مرور الوقت. من خلال الحوار المنطقي المبني على الاحترام يكتسب الأطفال مفاهيم ومهارات جيدة وتترسخ معها بقيم وعادات اجتماعية إيجابية.

يعد الهدف الرئيسي من التربية هو بناء شخصية الطفل وإعداده للحياة أو كما يقال تعليم الطفل أفكار ومبادئ إيجابية بشكل سليم حتى يستفيد من حياته إلى حد كبير، والحوار يؤسس ويكون شخصية الطفل.

تكمن أهمية الحوار مع أبنائنا في إمكانية غرس طموحات ومفاهيم وحل لمشكلات قد لا يحسن أبنائنا التعبير عنها، بل يساعدنا على التعامل مع فلذات كبدنا بصورة واضحة.

أن الاحتكاك الطويل بين أفراد الأسرة يجعل كل فرد منهم يشكل في عقله ووعيه انطباعات صحيحة عن الجميع وبالتالي سيؤدي ذلك إلى فهم الصورة الذهنية التي أخذها الأبناء عن والديهم واخوتهم، وبالتأكيد أن الحوار المستمر بين الزوجين والأولاد سوف يسمح للجميع أن يقولوا ما يعتقدونه وبكل ثقة، كما سيسمح للأهل أن يطلعوا على الصورة التي كونها ابناءهم عنهم فإن كانت الصورة خاطئة قاموا بتصحيحها مع لفت نظر أبنائهم إلى الواقع الحقيقي والصورة الصحيحة.

أن كثير من المراهقين والمراهقات قد يئسوا من تواصل أسرهم معهم وبحثوا عمن يشكون إليه همومهم ومن يثري عواطفهم ومشاعرهم خارج نطاق الأسرة وفي حقيقة الأمر أبنائنا أمانة في أعناقنا وبكل يسر نستطيع محاورتهم. كما أن إدراك هذه المشكلة يشكل الخطوة الأولى في حلها، وعلينا جميعا التحلي بالصبر أثناء الحوار والاستماع بشكل جيد لفلذات كبدنا.

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.