التايكواندو.. فن استلهمه الكوريون من الحيوانات الضارية
التايكواندو فن من الفنون القتالية الكورية التقليدية، وقد استلهمه الكوريون منذ أكثر من 2000 عام من طرق الحيوانات الضارية في الدفاع عن نفسها والانقضاض السريع على فرائسها..
التايكواندو فن من الفنون القتالية الكورية التقليدية، وقد استلهمه الكوريون منذ أكثر من 2000 عام من طرق الحيوانات الضارية في الدفاع عن نفسها والانقضاض السريع على فرائسها.. ثم طوروها للدفاع عن النفس لكثرة الحروب الأهلية وصعوبة الحياة وسط الحيوانات الضارية.
تعتمد اللعبة في المقام الأول على استخدام الأقدام في الركل.. إلا أنها لا تغفل اللكمات باليدين.. وقد احتاجت رياضة التايكواندو سنوات عديدة حتى اعترفت بها اللجنة الأولمبية الدولية كرياضة رسمية في منافسات دورة الألعاب الصيفية، التي احتضنتها مدينة سيدني الأسترالية في صيف عام 2000، بعد أن تم إدراجها كرياضة استعراضية لثلاث دورات سابقة هي: سيول الكورية الجنوبية 1988، ثم برشلونة الإسبانية 1992 وأخيرًا أطلانطا بالولايات المتحدة الأمريكية صيف عام 1996.
بقلم: ريم أبو بكر- مدربة تايكواندو دولية معتمدة من الاتحاد العالمي للتايكواندو – مدربة دولية معتمدة من الاتحاد العالمي للبارا تايكواندو لذوي الاحتياجات الخاصة
معنى كلمة تايكواندو
(تاي كوان دو)
معناها طريقة القدم والقبضة.. وهي كلمة كورية تتكون من ثلاثة مقاطع:
المقطع الأول (تاي): ويشير إلى القدم، وهذا المقطع يدخل في تسميات ألعاب أخرى للدفاع عن النفس، ويعبر عن مهارة استخدام الأقدام والذي يتميز به التايكواندو عن غيره.
المقطع الثاني (كوان) ويقصد بها القبضة المغلقة.
المقطع الثالث (دو) ومعناه طريقة وهي تدخل في تسميات الألعاب الأخرى كالجودو والأيكيدو والكاراتيه وغيرها.
مفهوم التايكواندو
الترجمة الحرفية لا تعني الكثير، أما الترجمة الاصطلاحية الرياضية فهي تعني طريقة تسديد الركلات واللكمات أو يمكن أن نقول كذلك بمزيد من الوضوح والشمول إنها تعني فن الدفاع عن النفس باستخدام القدم والقبضة.
مميزات التايكواندو
تستمد رياضة التايكواندو معظم صفاتها من المدرسة الكورية في القتال، وهذه الصفات يمكن أن نوجزها في التالي:
المدرسة الكورية ترتكز على الأوضاع السريعة في التحرك بالخطوات، لذلك فالخطوات خفيفة على الأرض وغير ثابتة. وهذه المدرسة لا تعتمد على الأسلحة بصورة مباشرة، فنجد التايكواندو لا يستخدم أي سلاح غير القبضتين والقدمين.. ومن المعروف عن المدرسة الكورية أنها تعتمد على الدورانات بكثرة؛ حيث تعتبر صفة مميزة فيها، ويستخدم التايكواندو الأقدام للهجوم أكثر من اليد، وهذا ما يميزه عن غيره؛ لأن القدم أقوى بكثير من اليد عند تسديد اللكمات إلى الخصم تستخدم اليد بكثرة لصد ضربات الخصم وفي العديد من الضربات أيضًا.
التقسيمات
مثل جميع ألعاب الدفاع عن النفس تحتوي لعبة التايكواندو على العديد من المهارات والفنون، التي تجعل اللعبة مميزة عن الألعاب المنافسة الأخرى، وتنقسم التايكواندو إلى خمسة أقسام مهمة:
أولًا: المهارات الأساسية أو أساسيات التايكواندو.
ثانيًا: مجموعات القتال الوهمي، أو البومزات.
ثالثًا: المباريات التنافسية، أو القتال في المباريات.
رابعًا: قتال الشوارع.
خامسًا: التايكواندو الاستعراضي.
فوائد رياضة التايكواندو
- التايكواندو عامل أساسي في تحديد قوى الجسم والترتيب والتركيز بشكل متوازن في العقل.
- يعلم التايكواندو الأخلاق الفاضلة لمنتسبيه وطريقة تعاملهم مع المجتمع.
فوائد التايكواندو للأطفال
الهدف الأول للتايكواندو بالنسبة للطفل تطوير المهارة والمحافظة على المرونة الفطرية لجسم الطفل، حيث يعمل على تنشئة أجيال سليمة بدنيًا ولها بنية جسمية تقاوم الأمراض.
- يتعلم الطفل المواطنة والتشبع بالمبادئ السليمة.
- زرع الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والإحساس بالقدرة لا بالعجز.
فوائد رياضة التايكواندو للجنسين
تحقق رياضة التايكواندو فوائد على المستوى الجسمي والصحي من جهة، وعلى المستوى العقلي والنفسي من جهة أخرى، وتناسب هذه الرياضة المرأة والرجل على حدٍ سواء.. ومن أهم فوائدها:
- تمنح القوة والقدرة على الدفاع عن النفس ورد الفعل السريع، مما يعزز الثقة بالنفس.
- تنشيط الفكر وصفاء الذهن وزيادة القدرة على الانتباه والتركيز.
- تعمل على زيادة استقلاب الجسم، أي التفاعلات التي تحوِّل المواد الغذائية بعد تفكيكها إلى طاقة، ما يؤدي إلى إفراز مواد سامة يتخلص منها الجسم عبر العرق.
- تعمل التايكواندو كأي رياضة أخرى من خلال حركاتها على زيادة مرونة العضلات وقدرة تحملها.
- تعمل على زيادة الأكسدة وإحراق الدهون، وتنظيم ضغط الدم والسكري بالجسم، كما أنها فعالة لمساعدة مرضى الربو.
صممت رياضات الدفاع عن النفس لتدريب الجسم والعقل والروح، والتايكواندو فن القتال الكوري القديم الذي يعود إلى آلاف السنين والذي نشأ وتطور من تاريخ وتقاليد غنية، وها هي تزدهر اليوم باعتبارها من أكثر فنون الدفاع عن النفس ممارسة في العالم.
لذلك فالفوائد التي يجنيها المشاركون لا تعد ولا تحصى والتي يمكن للجميع أن يتمتع بها بغض النظر عن العمر أو الجنس، أو الخلفيات الاجتماعية أو العرقية أو الدينية، حيث تمتد هذه الفوائد وتدوم إلى ما وراء حياة المشاركين بها.
كما أن مشاركة النساء في هذه الرياضة وهذا النوع خاصة من الفنون القتالية له فوائد فريدة ومميزة؛ حيث يعمل على تعزيز وتوسيع قدراتها على التعامل مع التحديات الفريدة التي قد تواجهها كامرأة في مجتمعاتنا
وتشمل هذه الفوائد: المعرفة العملية للدفاع عن النفس وتمكين المرأة لتصبح أقوى، وصقل الثقة بالنفس واحترام الذات بالإضافة إلى تطوير عناصر اللياقة البدنية لديهن وتخفيف مستويات التوتر والحد من الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسين الصحة الجسمانية والعقلية.
كما أن رياضة التايكواندو تعمل على ضبط النفس ليست رياضة عدوانية، بل تتضمن تعزيز اتخاذ القرار المناسب من أجل طمأنة المشاركين والمشاركات باستخدام مهاراتهم وقدراتهم كوسيلة للدفاع عن النفس وليس العدوان، وعند تطوير قدرة المرأة للدفاع عن نفسها، فإن هذا سيزيد من ثقتها بنفسها ويجعلها تعلم أن لديها القدرة على الدفاع عن نفسها، ومن خلال هذه الثقة ستقل احتمالية أن تصبح ضحية وستؤمن بأنها تملك القدرة الكافية لحماية ذاتها بشكل حاسم.
التدريب على التايكواندو نشاط اجتماعي فريد للمرأة ويخلق صداقات دائمة، حيث تكتسب الممارسات لها المسؤولية الاجتماعية، ويستفدن من التمكين الذي يضفيه تدريب الدفاع عن النفس، كما يساهم في صقل مهارات القيادة لديهن؛ حيث تعبّر المشاركات فيه عن السلوكيات الإبداعية.
تأثير التايكواندو على أنوثة المرأة
أنوثة المرأة مبنية بالأساس على شخصيتها وطبيعتها الداخلية، ولا علاقة لأي رياضة في التأثير على هذه الأنوثة، وشعور الآخرين بها، وليس بالضرورة أن تكون المرأة ضعيفة لنقول إنها أنثى.
كما أن إقبال الفتيات على رياضة التايكواندو يزداد بصورة واضحة وبوعي وفهم للتدريب للحصول على الإنجاز الوطني ووصولهن للمحافل الدولية، وهذا ما سعيت له خلال فترة تدريبي بالمملكة العربية السعودية بنشر ثقافة رياضة التايكواندو للفتيات؛ حيث إننا نقوم بإعداد برامج تدريبية متكاملة من الإعداد البدني الخاص والعام والإعداد البدني المهاري والنفسي لجميع لاعباتنا.
رياضة التايكواندو وذوو الهمم
أما فئة ذوي الهمم فلم ننسهم ضمن تدريباتنا أيضًا؛ حيث يمكنهم لعب التايكواندو دون قلق أو خوف.
ومن المعروف أن التايكواندو هو أحد فنون قتال الالتحام الكامل، والذي تحول إلى رياضة ينحدر أصلها من كوريا؛ حيث تم تطويعه لذوي الاحتياجات الخاصة باسم «بارا تايكواندو»، ويعتمد في منافساته على سلامة اللاعبين والقواعد والتحكيم العادل والشفاف، ويجب على اللاعبين المحافظةعلى سلامتهم طوال الوقت وعدم الانخراط في أساليب لعب خطرة أو غير آمنة.
في عام ٢٠٠٦ عمل الاتحاد العالمي للتايكواندو على تعزيز وتطوير التايكواندو للرياضيين ذوي الإعاقة الذين يعانون من بتر الذراع ونقص الأطراف.. وفي عام ٢٠١٥ تمت مشاركتها في دورة الألعاب العالمية.
وقد تم الاجتماع مع مجموعة من المتخصصين وعمل مناقشة للبارا تايكواندو في عام ٢٠١٣ حيث دعت لجنة البارا تايكواندو الضيوف من رابطة الرياضة الدولية للرياضة والترفيه للشلل الدماغي والإعاقة الذهنية، وتم توسيع نطاق البارا تايكواندو وإقامة مسابقات عالمية متاحة للرياضيين من جميع الاختيارات؛ حيث تم اختيار البومسي (poomsea) لإدراجها في مسابقات الرياضيين ذوي الإعاقات العصبية والإعاقات الذهنية والمعاقين بصرياً.
وقام الاتحاد الدولي العالمي بتنظيم الدورات التدريبية للمدربين والحكام في جميع أنحاء العالم، وكانت المملكة العربية السعودية من أولى الدول المشاركة حيث شاركت بمدربين من جميع محافظات المملكة، وتلقوا الدعم الكامل من الاتحاد السعودي للتايكواندو.