مرضى الجهاز الهضمي والكبد في رمضان.. استشارة الطبيب واجبة

الصيام مفيداً لمرضى القولون العصبي وغالباً ما نشاهد هؤلاء المرضى وقد تحسنت حالتهم وقلت أعراض مرضهم وذلك للأجواء الإيمانية والهدوء والسكينة التي يعيشها المسلمون

- إعلان -

يعمل الجهاز الهضمي كل يوم وهذا النشاط يتضمن انقباضات وانبساطات لعضلات المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة وإفرازاً للعصارة الهاضمة وبعض أنواع الهرمونات الداخلية ومن ثم القيام بعملية هضم وامتصاص الغذاء، ويعتبر الصيام نوعاً من التنظيم لغذاء الشخص توقيتاً وكماً وكيفاً وتدريباً للجسم للتكيف مع الجوع والعطش، وفيه تقل العمليات الحيوية بسبب عدم امتصاص الطعام أو حرق مكونات الغذاء مما يعطي فرصة ذهبية للجهاز الهضمي لترميم أنسجته، وقد ثبت علمياً أن الصوم مفيد لمرضى ارتجاع المريء والقولون العصبي ومشكلات عسر الهضم ولكنه غير مفيد لمرضى القرحة وبعض حالات الالتهاب الكبدي والمراري .

التقت “أسرار” بالدكتورة بادية الصالح -استشارية الجهاز الهضمي -والحاصلة على الزمالة البريطانية- بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية.

سليمان الحبيب

 

قالت الدكتورة في بداية حديثها ” أن بقاء المعدة خاوية لمدة طويلة يؤدي لزيادة تأثير الحامض المعدي على الغشاء المخاطي للمعدة حيث أن الطعام أهم معادل للحامض وفي عدم وجوده يكون تأثير الحامض شديداً على الجزء المفقود من المخاطية المعدية والإثنى عشرية ، لهذا فإن الصيام غير مستحب لمريض قرحة المعدة والاثنى عشر (عند وجود أعراض للقرحة) ويفضل تناول المريض لعلاجه أولاً، أما إذا أثارت آلاماً خلال شهر رمضان فلابد من الإفطار لمدة أسبوع يتم خلالها علاج القرحة مع تناول الأدوية المثبطة لإفراز الحامض حتى يقل ويحمي الغشاء المخاطي أثناء الصوم ، ولكن في حالة ما إذا كانت القرحة عرضية وكان المريض لايتناول الأدوية قبل الصيام فله أن يأخذ مثبطات الحامض قبل السحور وذلك للحذر والوقاية من النشاط المفاجئ للقرحة”.

 

أن الصيام مفيداً لمرضى القولون العصبي وغالباً ما نشاهد هؤلاء المرضى وقد تحسنت حالتهم وقلت أعراض مرضهم وذلك للأجواء الإيمانية والهدوء والسكينة التي يعيشها المسلمون أثناء رمضان”.

 

- إعلان -

وتابعت بقولها “أن هناك بعض الأدوية التي تزيد من نسبة حدوث ارتجاع المريء مثل بعض مضادات التقلصات وبعض أدوية الربو وارتفاع ضغط الدم وأقراص منع الحمل وأدوية الروماتيزم والمسكنات ويمكن تجنبها لكن بعد استشارة الطبيب المختص ، ويوجد العديد من الأدوية التي تعالج ارتجاع المريء مثل مثبطات الحموضة ومثبطات النوع الثاني من مستقبلات الهيستامين، ولكن من أهمها على الإطلاق وأكثرها قدرة على التأثير هي مجموعة أدوية يطلق عليها مثبطات مضخة بروتون والتي يؤدي استخدامها إلى اختفاء الأعراض والتئام الالتهابات في نحو 90 في المئة من المرضى، وبالتالي فالغالبية العظمى من المرضى يستطيعون الصوم دون أي متاع”.

 

وأشارت الدكتورة بادية إلى” أن الصيام مفيداً لمرضى القولون العصبي وغالباً ما نشاهد هؤلاء المرضى وقد تحسنت حالتهم وقلت أعراض مرضهم وذلك للأجواء الإيمانية والهدوء والسكينة التي يعيشها المسلمون أثناء رمضان، ولكن يجب مراعاة الحمية الخاصة المسموحة لهم عند الإفطار والسحور، أما الذين يعانون من مرض التهاب القولون المتقرح (أو داء كرون) فمن الأفضل عدم الصيام في حالة نشاط المرض نظراً لأن المريض يعاني في هذه الحالة إسهالاً متكرراً وقد يكون إسهالاً مدمّى (مختلط بالدم)، مما يلزم تعويضه بكميات مناسبة من السوائل وتناول جرعات الدواء على فترات متقاربة، أما إذا كان المرض غير نشط فمن الممكن الصيام بسهولة”.

 

وأكدت الدكتورة بادية بشأن مرضى الحصيات المرارية الصامتة وغير العرضية “أن الصيام غير مضر لهم مع مراعاة تناول السوائل بكثرة وعدم الإكثار من الدهون خلال وجبة الإفطار، أما في حالة حدوث نوبات ألم متكررة فمن الأفضل عدم الصيام حتى تنتهي النوبات، حيث تحتاج إلى علاج خاص على فترات متقاربة كما أن المصابين بالالتهاب المراري الحاد يحتاجون إلى مضادات حيوية وسوائل كثيرة لهذا من الصعب على هؤلاء الصيام”.

 

في المقابل نوّهت استشارية الجهاز الهضمي إلى”  أن أمر الصيام لمرضى الالتهاب الكبدي يتوقف على حالة الكبد، فإذا كانت حالة الكبد جيدة (وهذا يقدره الطبيب طبعاً) فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام، حيث ينظر إليهم كمرضى شبه طبيعيين وليس لديهم أية مشكلات حادة، ولكن يفضل لهم تأخير السحور حتى لا تزيد الأعباء على الكبد، حيث أنه يقوم بتخزين السكريات ويعيد إفرازها، أما في حالة الكبد المتعب بدرجاته المتوسطة والشديدة فلا ينصح بالصيام لهؤلاء المرضى، بل وأحياناً يمثل ذلك خطورة على حياتهم في بعض الحالات لمرضى الكبد المتقدم”.

 

ونصحت مرضى المراحل المتقدمة للأمراض الكبدية بغض النظر عن سببها “بعدم الصوم مطلقاً؛ لأن لديهم جملة من الأدوية التي يجب أن تؤخذ بتواتر معين خلال اليوم، مع ضرورة مراقبة الشوارد والسوائل الداخلة والخارجة للمريض مع التقييم المستمر”.

 

واختتمت حديثها بقولها “أن عادة ما يشكو كثير من المرضى بالشعور بالتخمة والشبع السريع في رمضان وسبب هذا الشعور يعود إلى تغيير العادات الغذائية وتغيير مواعيد تناول الطعام مما يؤدي إلى الإحساس بالامتلاء مع وجبة الإفطار حتى لو لم يصل الصائم لدرجة الشبع الكامل، نظرا لأن المعدة تكون في حالة استرخاء للعضلات نتيجة الصيام الطويل، وعند وصول الطعام إلى المعدة بسرعة وبكميات كبيرة في بداية الإفطار يحدث تشنج مفاجئ للمعدة وصغر نسبي في حجمها فيشعر الصائم بالشبع السريع وبالامتلاء والتخمة من أقل كمية، ولذلك يفضل أن يتناول الصائم في البداية شراباً سكرياً خفيفا مع سوائل وبعد ساعة يتم تناول الوجبة الرئيسة بهدوء وبكمية معتدلة” .

 

 

 

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.