الكاتبة أميمة زاهد لـ”أسرار”: أنا ضد مناداة بعض النساء بالمساواة مع الرجال

عندما تنسى المرأة فطرتها وأنوثتها تسقط في بحر رمال متحركة

- إعلان -

اجرى الحوار: احمد نصار

 

أكدت الكاتبة والروائية السعودية الكبيرة أميمة زاهد، أنها ضد مناداة بعض النساء بالمساواة مع الرجال، والقيام بثورة نسائية وما يندرج ضمن ما يسمونه بإعادة حقوق المرأة التي سلبها الرجل منها ولا أعتقد من وجهة نظري أن المرأة ستنال حقوقاً أعظم مما منحتها الشريعة الإلهية وأي امرأة عاقلة ترفض أن تتساوى مع الرجل فلماذا أتساوى معه وليس هناك وجه مقارنة بين تكويني وتكوينه، مميزاتي ومميزاته، مؤهلاتي ومؤهلاته.

وأضافت في حوارها مع “أسرار” أن الله تعالى خلق الرجل والمرأة ليكمل كل طرف النقص الموجود في الطرف الآخر، وللمزيد من كان لنا هذا الحوار.

 

أميمة زاهد كاتبة لها باع طويل في الحياة بعد كل هذه السنوات والتجارب كيف تعرف أميمة نفسها؟

أميمة عبدالعزيز زاهد.. كاتبة هاوية محبة لقلمها ومتفانية في عملها إنسانة تواجه الحياة بكل إيمان فأحاربها وتحاربني، أعاندها وتعاندني، أحبها وتحبني، ومرات تخذلني فأرضى، تمنحني فأهدأ، تمنعني فأرضخ، تعبس فأضحك، تمتحني فأصبر، تعطيني فأحمد الله في كل الأحوال باختصار هذا أنا كما قال خالد الفيصل مجموعة إنسان من كل ضد وضد تلقين فيني.. فيني نهار وليل وأفراح وأحزان.. أضحك ودمعي حاير وسط عيني.

 

تمارسين الكتابة الأدبية والاجتماعية منذ ثلاثين عاماً تقريباً.. هل كتاباتك صادرة عن تجربة أو هو الخيال المعبر؟ وممن استقيت تفاصيل إبداعك؟

– إبداعي لو سمحت لنفسي قول ذلك فإني قد لمسته وعشته من خلال مشوار حياتي ومن خلال الأحداث التي مررت بها عندما استيقظت فجأة على حقائق لم أكن أعلمها وتنبهت لواقع لم أكن أتخيله وتعاملت مع بشر من مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية وقابلت وجوهاً متعددة الأقنعة وكنت في لحظات كثيرة لا أجد إلا قلمي وورقتي لأشكو لهما همي فهما من يفهمان ويشعران بي وهما من يزيحان عن كاهلي بعضاً من آلامي ويخففان الضغط الداخلي القابع في أعماقي بعدها نضجت وتعدى إحساسي بنفسي إلى المحيطين حولي من قريب أو بعيد وبدأت نظرتي للأمور تتبلور وتتحول من القلب وتتجه نحو العقل وأدركت أن هذا العالم يضم بداخله الكثير والكثير والمخفي فيه أضعاف الظاهر.

 

ما السمة الغالبة على كتاباتك ولمن تكتب أميمة زاهد؟ ولمن تقرأ وتحرص على متابعة جديده؟

– يغلب على كتاباتي طابع الحزن.. مع أنه ليس من صفاتي.. وليس كل ما أكتبه خاصاً بي وإنما أكتب لأي همسة تتسلل لمشاعري ولكل محبي الكلمة، وأحب أن أقرأ كل ما أستمتع به وكل ما يشبعني دينياً وثقافياً ونفسياً واجتماعياً بصرف النظر عن الكاتب أو الكاتبة.

 

ما مقياس الحرية في كتابتك؟

– ما يشعرني بأني لا أخالف ضميري وما يتناسب مع مبادئي وقيمي في هذه الحياة.

 

هل أنت فوضوية في الكتابة أم أن عالمك تسوده حالة من الاستقرار؟

– عالمي يحكمه الموقف الذي أعيش فيه وما يتطلبه هذا الموقف.

 

صراع الحضارات هل هو صراع مادي أم ثقافي؟

– أرى أنه في الأصل صراع إنساني.

 

 الملاحظ في أعمالك أنها على النقيض فهي من جهة تطالب بعدم المساواة بين الرجل والمرأة ومن جهة أخرى تهاجمين الرجل المتسلط كيف تتبنين هذا التناقض؟

- إعلان -

– لا يوجد أي تناقض، فبالتأكيد أنا ضد مناداة بعض النساء بالمساواة مع الرجل والقيام بثورة نسائية وما يندرج ضمن ما يسمونه بإعادة حقوق المرأة التي سلبها الرجل منها ولا أعتقد من وجهة نظري أن المرأة ستنال حقوقاً أعظم مما منحتها الشريعة الإلهية وأي امرأة عاقلة ترفض أن تتساوى مع الرجل فلماذا أتساوى معه وليس هناك وجه مقارنة بين تكويني وتكوينه، مميزاتي ومميزاته، مؤهلاتي ومؤهلاته، فقد خلق الله الرجل والمرأة ليكمل كل طرف النقص الطبيعي والفطري في الطرف الآخر، وفي نفس الوقت أرفض الرجل الأناني والديكتاتوري والمتسلط لذا أقوم بمواجهته وليس بمهاجمته.

 

يقال عنك أنك “محامية المرأة” لماذا هذا اللقب؟

– من أطلق عليَّ هذا اللقب هو أحد الكتاب السعوديين وأنا لست محامية عنهن؛ لأن المرأة الذكية قادرة أن تدافع عن نفسها ولا تتهاون في حقوقها.

 

متى تشعرين بأن المرأة سقطت في رمال متحركة؟

– عندما تتضارب أحاسيسها ومشاعرها وعندما لا تفرق بين الصح والخطأ وبين الكائن والممكن وبين الضحك والجد وبين من يحبها ومن يستغلها وعندما تتنازل عن كرامتها وعندما تنسى فطرتها وأنوثتها وتطلب المساواة وعندما تكون لديها كل الأمور سيان لحظتها تفقد كيانها وإنسانيتها وتسقط في رمال متحركة لا تستطيع الإفلات منها.

 

برأيك هل نختار الحب أم نختار من نحب؟

– لو وجد الحب الحقيقي فنحن لن نختار الحب ولا من نحب لأن الحب يأتي بدون سابق إنذار ولو كانت المسألة اختيارية لما أصبح حباً فقد يكون نزوة أو هفوة أو إعجاب وانبهار أو قد يكون علاقة عابرة فالحب قدر لا نعرف له وقتاً ولا زمناً ولا أشخاصاً بعينهم.

 

هل النساء صور يبدلها خيال الرجال؟

– في بعض الأحيان قد تكون المرأة صوراً يبدلها خيال الرجال ولكن ليس كل صور النساء وليس كل خيال الرجال.. فهناك نساء لا تستطيع مخيلة الرجل مهما كانت قوية أن تبدلهن لأنهن يفرضن الصورة ذاتها على مر الزمن.. كما أن ليس كل خيال الرجال متساوياً فهناك خيال إيجابي ومشرق وواقعي ورائع وهناك خيال سلبي مبتذل وسخيف وفي وقتنا الحالي مع الأسف نعاني من هذه المشكلة فالمرأة لا تعرف ما يتخيل فيها الرجل وما هي الصورة التي يرسمها لها في خياله وأي من النوعين هو.

 

هل تعتبرين الطلاق نهاية أم بداية؟

– يعتبر الطلاق الفصل النهائي للحياة الزوجية والفصل الأول لبداية حياة جديدة وهي بداية ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى قواعد وأسس لا بد من الرجوع إلى الشرع والدين وتحكيم العقل والضمير ومحاولة تقليل خسائر الأكثر ضرراً في الموضوع وهم الأبناء والحرص على نفسيتهم ومشاعرهم وطفولتهم ومستقبلهم ولو اختلف المطلقان طوال حياتهم وفي جميع أمورهم يجب أن يتفقا في هذا الموضوع بالذات وأن يخفيا مشاعر العداء والانتقام وأن يشعرا بمسؤولية الأمانة في حفظ أبنائهما من الضياع. والأهم من كل ذلك حفظ العهد والالتزام بما قرراه أمام أبنائهما.. إن كثيراً من الأسر المتفاهمة استطاعت أن تتكيف مع الوضع الجديد بحسن تصرفها وتفهمها.

 

ما أهم مشاركتك داخل وخارج المملكة؟

أهم مشاركاتي داخل المملكة كانت لقاءان مع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمثقفين والإعلاميين لطرح متطلبات واحتياجات المرأة السعودية بمحافظة جدة واللقاء الثاني لعرض توصيات ملتقى سبل تطوير الإعلام بمنطقة الرياض، كذلك حضور ملتقى الإعلام التربوي الأول بالرياض والمشاركة في المساهمة مع اللجنة النسائية بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والمشاركة بورقة عمل بعنوان “دور الإعلام في تشكيل ثقافة المجتمع” في ملتقى “دور المرأة في مكافحة الإرهاب” المنعقد بمنطقة عسير والمشاركة في الملتقي التاسع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بعنوان تطوير سبل الإعلام بمنطقة حائل وتنفيذ ورشة عمل لمشروع تطوير التعليم والمشاركة في حلقة النقاش حول الرؤية المستقبلية للتعليم بالمملكة العربية السعودية والمشاركة بتنفيذ ورشة عمل عن إستراتيجية المحاور الناجح ضمن برنامج (ملتقى الحوار والأمن الفكري) المشاركة بورقة عمل في الملتقى النسائي الأول للجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية “حتمية عمل المرأة بينا لتنظير والتفعيل” المشاركة في ورش العمل مع لجنة التنمية التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة لوضع إستراتيجية الحد من ظاهرة الطلاق حضور المؤتمر الثاني للأوقاف (الصيغ التنموية والرؤى المستقبلية) في جامعة أم القرى بمكة وهناك العديد من المشاركات في المجالات المختلفة وتنفيذ العديد من الدورات والمحاضرات وورش العمل (مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للأكاديميات، أما عن خارج المملكة حضرت العديد من المؤتمرات الفكرية والثقافية والتربوية منها حضور مؤتمر “استشراف المستقبل العربي” والملتقى العربي للترجمة وملتقى التعليم العالي لمؤسسة الفكر العربي ببيروت ومؤتمر الفكر العربي عن التعليم والتربية المستدامة أيضا ببيروت حضور، المنتدى الأول لأسواق المال العربية – المركز العربي للثقافة والإعلام تحت عنوان “حاضر ومستقبل أسواق المال العربية في ظل الأزمة المالية العالمية” بالقاهرة وحضور تسليم جوائز برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) بتركيا.

 

أكثر من إصدار داعبت من خلاله أميمة مفهوم وعقول وعيون القراء فما هي إصدارتك وما جديدك؟

– أصدرت ثمانية كتب وهي: رسالة لسيدي الرجل، صقيع المشاعر، أي رجل من الرجال أنت، لن تفهمني، الأنفاس الهاربة، أحاسيسي لن تستجيب، الجنس رجل، الوجه الآخر للحياة، وجديدي كتاب بعنوان “ونسيت أن أنساه”.

 

 

 

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.