الفقد وكيف نتعامل معه

- إعلان -

من منا لم تنتابه حالة من الألم والحزن نتيجة الفقد..

فقد أشخاص.. فقد أشياء.. فقد أماكن..

 

الفقد بالموت.. بإنهاء علاقة.. بالهجرة.. أو خسارة عمل.

 الكثير من الأحداث التي نمر بها وتمر بنا.. منها ما هو متوقع الحدوث. 

 ومنها المفاجئ الصادم، ومنها الكوارث والحروب.

 

 فماذا يحصل داخلنا أثناء الفقد؟

وكيف نتعامل مع هذا الشعور المؤلم؟

وكيف ندعم من يمرون بهذه الحال؟

 

سنتعرف على الكثير في هذا المقال.. تابعوا معنا..

 

بقلم – لمى أحمد ملحم- لايف كوتش ومرشدة أسرية

لمى أحمد ملحم

ماذا يحدث داخلنا أثناء الفقد؟

عندما أفقد شخصاً عزيزاً على قلبي.. أفقد معه جزءاً من كياني.. فربما كان هذا المفقود اختفى تماماً..

فلا مزيد من التواصل معه.. ولا مزيد من التعبير عن المشاعر تجاهه..

أو ربما كان الفقد لشيء عزيزٍ تربطني به قصص وذكريات..

فأشعر بالحزن، والحزن مزيج مركب من الانفعالات البدنية والوجدانية والعقلية، فهو ليس حالة عقلية فردية، ولكنه عملية تتغير بمرور الزمن.

 

الفقد مؤلم ويجعل الإنسان تحت وقع صدمة تمر بمراحل خمسة:

  • المرحلة الأولى المفاجأة والإنكار:

حالة من عدم التصديق لما حدث.. (لا يمكن أن يكون قد مات، اقرأ لي الخبر مرة أخرى، ليس صحيحاً أني فقدت عملي..).

  • المرحلة الثانية مرحلة الغضب:

مشاعر غضب مما حصل.. (لماذا أنا؟!، لماذا ذهبت وتركتني؟!، تقصيري هو السبب في الحادث، كان يجب أن يساعدوه..).

- إعلان -

  • المرحلة الثالثة مرحلة المساومة:

تتخللها أفكار ومشاعر داخلية، يبدأ فيها الإنسان بالاعتراف بما حصل ومناقشته (ماذا سأفعل الآن؟!، كيف أجد عملاً؟!، حدثوني بما حصل معه).

  • المرحلة الرابعة مرحلة الاكتئاب:

في هذه المرحلة يقر ويعترف بما حصل فتبدأ مرحلة الحزن (بكاء، عزلة، قلة شهية، قلة نوم أو العكس..).

  • المرحلة الخامسة مرحلة القبول والتعافي:

في هذه المرحلة يتم قبول الأمر ويتعافى الإنسان ويعود لطبيعته وقد اكتسب خبرات جديدة تولد شخصية مختلفة قليلاً ربما وذلك لأن المسؤوليات قد تختلف أو الأدوار أو بعض الصفات الشخصية في التعامل مع أحداث الحياة.

 

المراحل الخمسة للصدمة التي يمر بها كل إنسان تختلف شدتها ومدتها حسب طبيعة الإنسان ومرحلته العمرية ونضجه الداخلي والعقلي، ومناعته النفسية، والبيئة المحيطة به وتختلف حسب قرب المفقود النفسي منه، وقربه المادي منه، وحاجته له، وتختلف في حال كان الحدث مفاجئاً (حادث سيارة، قرار مفاجئ بالفصل من العمل،) أو كان الحدث متوقعاً (مرض خطير…).

 

ولأن أنماط الشخصيات تختلف، فسنجد أن تعاملها مع الفقد يختلف.

 

أنماط الناس في التعامل مع الفقد:

  • النمط الطبيعي: يمر الإنسان بمراحل الصدمة كلها، بشكل طبيعي ووقت منطقي، ويتابع حياته ومهامه.
  • النمط المُنتَظِر: يمر بمراحل الصدمة مراراً قبل حدوث الفقد (مرض مزمن، حروب، طبيعة عمله فيها خطورة…).
  • النمط المعقّد: علق في إحدى مراحل الصدمة (نجده غاضباً مثلاً بدون سبب واضح).
  • النمط المزمن: انتقل الحزن من التعلق بالمفقود إلى التعلق بالحزن نفسه (سنوات عديدة ولازالت محتدة على زوجها…).
  • النمط الكتوم: البقاء في المشاعر مع كتمها، والتعامل مع الذات وكأنها غير متألمة، في هذا النمط يبقى الإنسان في مرحلة الإنكار، ثم يضعف مع الوقت، وقد ينهار فجأة وسط استغراب ممن حوله، فقد نسي الجميع الحدث المؤلم. وقد نجده عند الإنسان صاحب المسؤوليات الكثيرة والكبيرة، فلا وقت لديه للحزن، أو أنه يريد الظهور أمام الجميع بمظهر القوي المتماسك.
  • النمط الفاجع: وهنا نجد مبالغة كبيرة في كل مراحل الصدمة.

 

كيف أتعامل مع نفسي والفقد؟!

  •  أتعلم عن المراحل التي نمر بها نحن البشر أثناء الفقد، (مراحل الصدمة) يساعد ذلك في فهم نفسي، وما يجري داخلها.
  • أسمح للحزن أن يمر بسلام، لا أقاومه، أو أخجل منه.
  • التعبير عن المشاعر وتفريغها (كتابة، رسم، رياضة،) ومهم أن نعبر بدون أي ضغوط خارجية.
  • اختيار شخص قريب مني أستطيع أن أتحدث معه بشفافية.. ودون إطلاق أحكام.
  •  أسمح للدعم أن يتواجد في حياتي.. (أهل، أصدقاء).
  • أنتقل من الألم إلى الأمل وذلك بقطع حبال الفكرة المؤلمة.. وتحويلها لفكرة إيجابية.. وعدم الاسترسال فيها.
  • بناء علاقات جديدة وإيجاد معاني جديدة لحياتي.
  • ممارسة هوايات أحبها.. والهواية مهمة لأننا نمارسها بحب.
  • متابعة المهام اليومية بأقل القليل من الجهد حتى لا نحمل أنفسنا إرهاقاً مع إرهاقنا.
  • إذا كان الفقد بالموت، فأنا أستطيع أن أقوم بعمل ما ينفع المتوفى (صدقة، دعاء…).
  • إذا كان الفقد لعلاقة، فخذ وقتاً كافياً للتعافي، وانتبه من إقامة علاقة جديدة كنوع من الهروب من الواقع، أو التعويض عن النقص العاطفي بعد الفقد.
  • تحدث مع نفسك بإيجابية واقعية (أنا أملك فرصاً جديدة، أنا أستطيع أن أعبر بسلام، الموت حق، أنا لديَّ أحبة داعمون…)
  • لا تتردد بطلب المساعدة من أخصائي لو احتجت ذلك.

 

كيف ندعم من يمر بالفقد؟!

  • الإنصات لهم.
  • لا نجبرهم على الكلام. (هيا أحك لي ما بك، يجب أن تخبرني ماذا حصل…) 
  • التواجد معهم في المكان إن أمكن.
  • نسمح لهم أن يكونوا متألمين، ولا نطلق الأحكام عليهم (كيف خرج ووالده متوفٍ من يومين، كيف يضحك وقد خسر عمله…). 
  • لا نقلل من مشاعرهم مهما كان المفقود سخيفاً بالنسبة لنا، فنحن نختلف في رؤيتنا للحياة.
  • نظهر اهتمامنا بهم بكلمات مثل: (أنت لست وحدك، أنا سأكون بجانبك).
  • نقدم المساعدة في المهام اليومية (الأكل، توصيل مدارس.).

 

ومع كل هذه الآلام والأحزان.. نحن نشعر بكم.. نتعاطف معكم…

ودعونا نبث قليلاً من الأمل.. بأن الحياة تستمر.. فيها الفرص وفيها الخير…

وفيها الكثير من المعاني التي تستحق أن نعيشها…

فقط خذ وقتك.. احزن، تألم.. ثم افتح قلبك من جديد…

ودمتم بخير..

بيوتكم عامرة بالفرح..

للتواصل مع الأستاذة لمى أحمد ملحم-لايف كوتش ومرشدة أسرية @Lama.ame  على إنستغرام

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.