“الإمبيق” يُعطّر سماء الطائف بالورد الطائفي
يتكون جهاز الإمبيق من جزأين، الأول وعاء للتقطير، والآخر إناء زجاجي أو نحاسي توضع فيه المواد المراد تقطيرها مثل الورد الطائفي
ارتبط جهاز الإمبيق بصناعة منتج الورد الطائفي ارتباطاً وثيقاً منذ أمد بعيد، حيث استخدمه المزارعون في استخلاص العطور ورحيق الزهور، ليعطّر سماء مدينة الطائف ويحلّق بها في الآفاق عالياً، ويسهم في إضفاء الرونق والبهاء.
ويتكون جهاز الإمبيق -كما أوضح عضو هيئة التدريس بقسم الكيمياء بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد الغامدي- من جزأين، الأول وعاء للتقطير، والآخر إناء زجاجي أو نحاسي توضع فيه المواد المراد تقطيرها مثل الورد الطائفي أو أي مواد نباتية عطرية أخرى، يتم من خلاله تسخين الماء داخل الوعاء وينتج عن ذلك تبخير المواد العضوية سهلة التطاير من المواد النباتية.
ويصل البخار المشبع بالروائح المتطايرة إلى الجزء الثاني من جهاز التقطير (الإمبيق) وهو رأس التقطير أو أنبوب التبريد، وفيه تتم عملية تكثيف وتقطير البخار العطري إلى قطرات سائلة يتم تجميعها في وعاء زجاجي.
وفي العصر الحديث تم تطوير وتحسين عمل جهاز التقطير ليتم التحكم به بشكل أكثر دقة إلى جانب استخدام مذيبات أخرى غير الماء في عملية الفصل والتقطير مثل استخدام المذيبات العضوية.
وأضفى جهاز الإمبيق لصناعة منتج ورد الطائف رونقاً مختلفاً عن غيرها من الصناعات منذ عهد الآباء والأجداد، حيث تداول الأبناء احترافية صناعة عطر الورد الطائفي، وكان لجهاز التقطير الهدف الأسمى في استخراج دهن الورد المتداول هذه الأيام تزامناً مع موسمه.
وتشتهر محافظة الطائف بزراعة وإنتاج الورد، الذي يعد أكثر العطور استخداماً بين الأفراد في العالم العربي، وهو العلامة الوردية الفارقة والجاذبة سياحياً والشذا العطري، الذي تدوم ذكرياته مدى الحياة، وقد غدت قمم جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، وأودية الأعمق البني، وبلاد طويرق والمخاضة بالطائف، من المصادر الرئيسة للعطور في المملكة.