طبيب عربي يبتكر قلب صناعي يحاكي الطبيعي

بعد محاولات جادة استمرت لأكثر من 22 سنة، نجح الطبيب العربي من جذور عراقية آزاد نجار، المغترب والمقيم في السويد، في ابتكار قلب صناعي يحاكي القلب الطبيعي للإنسان، والذي يعتبر الأول من نوعه في العالم، كونه أول قلب صناعي، يحتوي على أذينين وبطينين، وبه عقل إلكتروني حساس جداً إذ يستطيع أن يتفاعل مع احتياجات الجسم بحسب الحالة، فيما إذا كان الإنسان مسترخياً أو يبذل مجهوداً، وذلك ليحيي الأمل في قلوب ملايين من مرضى القلب حول العالم، كما أن لديه الآن عشرات براءات الاختراع في مجال الأعضاء الميكانيكية والأدوات الجراحية للعمليات في أورويا، أميركا، الصين، اليابان، الهند، إنجلترا ومع دول عده أخرى، وهو ما جعله يدشن مركزاً طبياً خاصاً به في السويد، يحتضن اختراعاته التي ستكون طفرة في حياة البشرية، حيث يقوم الدكتور “نجار” بمشروع إنتاج القلب الصناعي في مركزه الطبي الذي يطلق عليه “ريل هارت” أو Scandinavian Real Heart، ويقع في مدينة “فيستروس” الصناعية السويدية.

ووصل صدى اختراعات الدكتور “نجار” إلى سماع العالم، وقام رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين ووزراؤه بزيارة هذا المركز عام 2016، وأبدوا إعجابهم بابتكاراته وأشادوا بها، وكذالك حظى بزيارة واستقبال ملك السويد له. وقد انتخب الدكتور آزاد النجار من أفضل المخترعين في السويد، وكذالك حظى بزيارة كل من السيد مسعود بارازاني رئيس إقليم كردستان العراق والسيد مسرور بارازاني والسيد نچيرفان بارازاني. وكذالك حظى بزيارة شيوخ دولة الإمارات. وهو أحد مرشحي جائزة نوبل للطب.

بدأ الدكتور نجار العمل في مشروع القلب الصناعي، منذ سنه ١٩٩٩ ولمدة تزيد على عشرين سنة. بعدما خطر له فكره عمل قلب صناعي مشابه للقلب البشري من النواحي الفسيولوجية والتشريحية وتعويض العضلات بموتور كهربائي صغير. حتى أصبح القلب الصناعي الجديد الآن في مراحله النهائية، بعدما تم اختباره على عشرات الحيوانات ونجح نجاحاً باهراً ومن المؤمل تجربته وزرعه داخل الإنسان سنة ٢٠٢٣.

القلب عبارة عن بطينين وأذينين ويحتوي على ٤ صمامات مثل عدد صمامات قلب الإنسان. عمل وحده لمدة ٣-٤ سنوات لتأسيس فكره القلب وإكمال تقنيته وطلب براءة الاختراع عن الفكرة. ومنذ سنة ٢٠٠٣ بدأ المهندسون والأطباء ورجال الأعمال يلتحقون بالمشروع ومنذ سنه ٢٠١٤ بدأ يزداد عددهم يوماً بعد الآخر. ووصل العدد إلى حوالي أكثر من ٣٧ موظفاً من أطباء، باحثين، خبراء واستشاريين. قاموا بتطوير ١١ نموذجاً للقلب خلال سنوات العمل والنموذج ١١ دخل في مجال الاختبار قبل سنتين وهو قلب صغير نسبياً دون صوت كمية الدم الذي يضخه يتراوح ما بين ٢-٨ لترات من كل بطين يعني ٤-١٦ لتراً من البطينين في الدقيقة الواحدة، يعتمد على فعالية الجسم وكمية الدم الذي يحتاجه الجسم. القلب مزود بعقل صناعي متطور يتحسس احتياج الجسم للدم يعطي للجسم كمية الدم الذي يحتاجه بالضبط دون زيادة أو نقصان أي بدقة متناهية.

 

الخليج يشهد أول عملية

وكشف الدكتور ازاد نجار في تصريحات صحفية سابقة له أن في نهاية العام المقبل 2023 سيشهد أول عملية زرع للقلب الصناعي في جسم الإنسان، لافتاً إلى أن الخليج سيكون أول من يشهد هذه العملية وأن دولة الإمارات من الدول المقترحة لإجراء العملية الأولى فيها، إذا ما توافرت الإمكانات التي تستوعب إجراء العلمية جاء هذا التصريح ذلك ضمن لقاء صحفي معه خلال مؤتمر ومعرض الطب والصيدلة الدولي السادس، والذي أقيم مؤخراً بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.

ولفت الدكتور “نجار” في اللقاء إلى أن هناك أكثر من 64 مليون مريض بمشكلة في القلب على مستوى العالم، وقسم كبير من هذه الفئة قد يتوفى في الخمس سنوات الأولى من إصابته بالمرض، ما يجعله من الأمراض الخطيرة والشائعة، والتي تحتاج إلى وقفة من قبل المختصين لإيجاد علاجات وحلول، يمكنها أن تكون في متناول الإنسان يتم اللجوء إليها للحفاظ على حياتهم، وكان هدفي أن أوفر هذا الخيار للبشرية من خلال إنتاج قلب صناعي يحاكي القلب الطبيعي إلى حد ما، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع قد بلغت إلى ما يقارب الـ35 مليون دولار، وهو ينافس القلوب الصناعية التي تم اختراعها في فرنسا، وألمانيا، وأميركا.

جدير بالذكر أن الدكتور “أزاد نجار” ولد في عام ١٩٦٨ في بغداد بعدما انتقل والده بسبب ظروف سياسية من زاخو إلى بغداد سنه ١٩٦٣. انتقل للعيش في زاخو سنه ١٩٨٥ بعدما أنهي دراسته الثانوية في بغداد. التحق بكلية الطب جامعة الموصل وتخرج منها سنه ١٩٩٢. عمل لمده سنتين كطبيب دوري في مستشفى الكندي ببغداد قبل هجرته إلى السويد سنه ١٩٩٥، بعد دراسته للغة السويدية وإتقانها بدأ يعمل كطبيب في مستشفى مدينة ڤيستروس وهي واحدة من كبريات المدن السويدية. نال تخصص البورد السويدي في جراحه المسالك البولية سنة ٢٠٠٨ والبورد السويدي هي من أعلى التخصصات الطبية في السويد، ويعمل الدكتور أزاد نجار كطبيب في مستشفى مدينة ڤيستروس.