صيام مرضى القلب يتوقف على حالتهم الصحية ورأي الطبيب
يجب اخذ الحذر خاصة للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ولديهم قصور في الكلية
أكد الدكتور محمد ادريس استشاري أمراض القلب بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية “أن الدراسات والأبحاث الطبية اثبتت أن 90%من مرضى القلب يستطيعون الصيام إذا التزموا بالنصائح الطبية في شهر رمضان مشيراً إلى أنه لا يوجد هناك محظور من صيام المريض الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار ضرورة متابعة الحمية الموصوفة له من قبل الطبيب، وتناول العلاج بشكله الصحيح وبجرعاته التي نصحه بها طبيبه، حتى لو كانت مرتين يومياً فبإمكانه تناولها مع الإفطار وقبل السحور دون أي مشاكل”.
ولفت إلى “أنه يجب اخذ الحذر خاصة للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ولديهم قصور في الكلية حيث إنهم يحتاجون إلى عناية خاصة وكميات سوائل مدروسة ومحددة ويجب عليهم استشارة طبيبهم قبل الصوم، وكذلك مرضى ضغط الدم والمصابين بداء السكري غير المستقر و نصحهم أيضاً باستشارة الطبيب قبل الصوم”.
وطالب الدكتور محمد مرضى ضغط الدم “بمتابعة العلاج بشكل دقيق والأخذ بالحمية مع تخفيف تناول الملح وتقليل كمية الأكل خلال الوجبات ومحاولة اغتنام شهر رمضان للامتناع عن التدخين نهائياً (إذا كان المريض يدخن) وخفض الوزن (إذا كان المريض بديناً)، كما يجب أن يكون نوع الطعام في السحور والفطور معتدل الكمية وقليل الملح وخفيف حيث يسهل هضمه، مع كمية مناسبة من السوائل خلال فترة الإفطار”.
وتابع د. محمد حديثه قائلا” ينبغي الالتفات إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الجهد الذي يستطيع المريض فعله أثناء الصوم هو نفس المجهود الذي ينبغي عليه تجنبه في حال الإفطار، وخاصة للمرضى الذين يتناولون مدرات البول فهم بحاجة أكبر إلى السوائل لتعويض ما يفقدونه، لذلك لا ينصح بالقيام بالجهد الشديد وخاصة في الجو الحار وتحت الشمس لئلا يفقدوا كمية كبيرة من السوائل لا يمكنهم تعويضها بسبب الصيام مما قد يسبب لهم الجفاف”.
وأشار إلى “أن هناك فئات قليلة من مرضى ضغط الدم قد ينصحهم الطبيب بعدم الصيام وذلك إذا كان ضغط الدم لديهم مرتفع جداً، ولا يمكن السيطرة عليه إلا بجرعات عالية من العلاج ومتكررة خلال فترة الصوم، وكذلك بعض فئات المرضى الذين لديهم أمراضاً أخرى مشاركة للضغط مثل داء السكري غير المستقر، وأمراض الكلى، وكذلك بعض الأمراض الشريانية التاجية”.
ونصح استشاري أمراض القلب المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس “إن عند القيام بجهد من المفترض عدم الصيام في مثل حالاتهم، حيث يحتاجون لتناول مدرَّات بولية وأدوية أخرى مقوية لعضلة القلب وكثيراً ما يحتاجون إلى العلاج في المستشفى”.
وأضاف قائلاً “إنه على المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية وضيق الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب مراجعة الطبيب للتأكد من إمكانية تغيير مواعيد تناول الدواء والصوم فى بعض الحالات، أما مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة فلا ننصح بصومهم وينبغي عليهم مراجعة الطبيب للتأكد من إمكانية صيامهم بأمان”.
ونوه على “أن أطباء القلب لا ينصحون فئات متنوعة من مرضى القلب بالصوم بشكل تام وهم مرضى المرحلة الثالثة والرابعة من فشل القلب حيث يعاني المريض من ضيق التنفس وهو على فراشه أو عند الذهاب إلى دورة المياة مع انتفاخ في الأرجل وتجمع السوائل في الرئتين، وكذلك مصابي المرحلة الثالثة والرابعة من آلام شرايين القلب حيث يشعر المريض بالألم عند أدنى حركه ويحتاج إلى الدواء بصفة مستمرة. ومن بين الفئات التي لا ينصح بصومها من مرضى القلب هؤلاء المصابين بالضغط غير المتحكم به، أو من أصيب بجلطة قلبية خلال فترة قصيرة قبل رمضان، ومن يعانون ضغط شرياني رئوي شديد غير متحكم به”.
واختتم حديثه قائلا “أن الجانب الغذائي يمثل لاعباً أساسياً في صحة مرضى القلب خلال رمضان، ويفضل أن يكون على وجبات صغيرة خلال فترة الليل وليس وجبة أو وجبتين رئيسيتين، كما يفضل الأكثار من السوائل على العموم إلا في المرضى الذين منعهم الطبيب من ذلك (مثل مرضى فشل القلب الذين لديهم انخفاض في الصوديوم)، مع التقليل كذلك من الأملاح والمنبهات مثل الكافيين. وفي المجمل ينصح بشكل مستمر مرضى القلب والضغط بمراجعة طبيب القلب لرصد التغيرات المرضية وكيفية علاجها وتماشيها مع طبيعة الصوم وساعاته بما يضمن صياماً أكثر صحة وسلامة للمريض”.