التدوين الصوتي «البودكاست»
أصبح التعليق والتدوين الصوتي صنعة يتهافت عليها كثير من الشغوفين بصناعة المحتوى
المتلقي يجوب مصادر المعلومات ومحركات البحث للوصول إلى معرفة أو أخبار تهمه، وعن منصات ثقافية وعلمية أو حتى منصات للتسلية، ومع التقدم العلمي والتقني أصبح المتلقي يبحث عن منصات وطرق ميسرة أكثر، فعلى سبيل المثال في القرن الماضي، كانت الصحف والمجلات والراديو والكتب منصات إعلامية وترفيهية وثقافية وكانت تسترعي اهتمام المتلقي وتجذبه؛ لأنها الوسيلة المتوفرة للمعرفة وللتواصل مع العالم ومعرفة كل جديد، أما في القرن الواحد والعشرين أصبحت المعادلة صعبة على صناع المحتوى والكتاب والمبدعين والإعلاميين في كل المجالات لجذب الجماهير، ليس بسبب زيادة وعي المتلقي فحسب، فالمنصات متنوعة والأفكار أغلبها مطروقة ومن الصعب الإتيان بفكرة جديدة لم يسبق إليها أحد..
وفي هذا العصر الذي يكتظ بوسائل الإعلام المرئي والمسموع، ومواقع التواصل الاجتماعي التي زاحمت الإعلام التقليدي، انتشر البودكاست أو التدوين الصوتي، فكرته تشبه الإذاعة ولكنها مسجلة وبدأت مستقلة؛ فكان في استقلاليتها متنفس لأفكار لا يشاء الإعلام التقليدي تناولها، وتزايدت قنوات التدوين الصوتي وتنوعت مشاربها، وأصبح المتلقي يجد فيها ما تشتهي نفسه من موضوعات علمية وثقافية وفنية وفكرية ويستطيع أن يسمع ما يختار لا ما يبث له دون اختيار منه، وهذا أهم ما يميز التدوين الصوتي وأحد أسباب رواجه وانتشاره.
والإقبال على التدوين الصوتي ليس من المتلقي فحسب، بل أصبح التعليق والتدوين الصوتي صنعة يتهافت عليها كثير من الشغوفين بصناعة المحتوى، فنحن نشهد بشكل مستمر ظهور مدونات صوتية جديدة، منها ما يصل للمتلقي ويحصد جماهيرية وتفاعلاً. ولكن الكثير منها ما يختفي ولا يستمر، والقادر على الاستمرار في هذا المجال من كانت لديه القدرة على تقديم محتوى مختلف وخلاّق.