في دائرة السياحة السعودية يوجد الكثير من المناطق السياحية المختلفة، وبالتأكيد أحد أهم هذه المناطق هي منطقة عسير “مدينة الضباب” التي تشعر الزوار بلحظات مختلفة بين الأشجار العريقة، والإطلالات الخلابة، والمواقع الأثرية في المنطقة، وسط أجواء باردة في الفصول الأربعة، التراث الشعبي القديم جزء رئيس من سياحة عسير والجدير بالذكر أن سكان المنطقة يحوّلون جزءا من منازلهم إلى متاحف أثرية؛ حفاظًا على الإرث القديم، ويأتي في مقدمة التراث الأثري “قصور آل أبو سراح” في قرية “العزيزة” بالسودة، التي تعد من أكبر القصور التاريخية في منطقة عسير.
تمتد هذه القصور على مساحة تزيد عن 3000 م، فيما تجاوز عمرها 200 عام، متحدية كل التغيرات والتضاريس المحيطة؛ لتبقى شامخة في الظروف الزمانية والمكانية.
وهي عبارة عن ثلاثة مبان، قصر “وازع” وقصر “عزيز” وحصن “المصلى”، ويتكون كل من قصر “عزيز” وقصر “وازع” 6 طوابق و ٣٢ غرفة، وحصن “المصلى” من 3 طوابق و ١١ غرفة مبنية من الحجر والخشب، مرتفعة الأسقف ومتسعة الدرج، وتعود ملكيتها إلى أُسرة “آل أبو سراح”، حيث بناها الشيخ “لاحق بن أحمد أبوسراح”، وهو أحد وجهاء منطقة عسير وقد كُلّفَ أميرًا على سواحل تهامة الغربية قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس “الملك عبدالعزيز”، وعُرف بأنه صاحب الشور السديد وإعانة المحتاج، وحضوره الدائم في الأحداث التاريخية التي مرت على المنطقة، ولا يغيب اسمه عن أي مشهد في ذاك الزمان.
فيما تولى مبادرة ترميم هذه القصور “عبدالعزيز” أحد أحفاد “لاحق أبو سراح”، الذي قام بترميم تلك القصور منذ ٤ أعوام، وافتتح مقهى بجوار القصور، وجاءت مبادرة الترميم حفاظًا على هذا الموروث الجمالي؛ لتكون وجهة سياحية ومقصدًا للزوار من أهالي عسير وخارجها.
وفتحت للزوار غرفة عرض للأفلام الوثائقية ومعرض وثائق للصور النادرة والمقتنيات العسيرية القديمة، وأيضا معرضا تشكيليا لمجموعة من رسامي المنطقة.
قصور “آل أبو سراح” ساهمت في إقبال الزوار والسياح لمنطقة عسير، فضًلا عمن يأتي المنطقة ليزور تلك القصور، التي جعلت من القصر التراثي فعالية سياحية، ذات مكانة تاريخية وشموخ يحكي الإرث والتراث.