التفاؤل لحياة أجمل
التفاؤل نور يضيء لنا طريقنا في الظلماء، وبالتفاؤل سوف نعبر مواقف ومحناً كثيرة وصعبة لوجود أمل في الله، وسنتخذ مبدأ أنه مهما كبرت أو صغرت المشكلات سوف تأخذ وقتها وتنتهي. التفاؤل سوف يجعلك بعيداً عن الأمراض النفسية، ويضفي لمسة جميلة على حياتك، ويساعدك في مواجهة الضغوطات التي حولك، وسوف تتعامل مع مشكلاتك بطريقة أكثر فاعلية وسهولة.
بقلم الأستاذ: محمد الجهني-مستشار أسري
هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت على أكثر من 100 ألف شخص في أماكن وظروف مختلفة، وأكدت نتيجة هذه الأبحاث أن الأشخاص المتفائلين أقل عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية، وأن التفاؤل يمنح الشخص هدوء أعصاب في بعض المواقف التي تؤثر على تحسين علاقته الاجتماعية بمن حوله.
من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، بل حتى في سفره وحلّه، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشِّر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ومن هذه المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة عندما اقترب منهما سراقة، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غاصت قوائم الفرس في الأرض. وتفاؤله بالنصر في غزوة بدر وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع كفار وصناديد قريش.
ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وأعمى الله أبصارهم؛ فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: “كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا. قال: يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما”.
وعند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير والفتح وسيادة للمسلمين وغيرها الكثير والكثير من القصص الجميلة التي من المفترض أن نتخذها عبرة ومبدأ نستفيد منه في حياتنا اليومية.
الحياة عبارة عن لوحة مضيئة بالتفاؤل والأمل، وكما أن هناك نفوساً تستطيع أن تخلق من كل شيء تعاسة، هناك أيضاً نفوس تستطيع أن تخلق من كل لحظة سعادة.
وأخيراً إذا أردنا أن نحيا حياة يملؤها الأمل، ونحقق ما نريد بإذن الله، علينا بالتفاؤل وبث روحه لمن حولنا، أما إذا تشاءمنا وتكاسلنا فلن نجني سوى التراجع إلى للخلف والنتيجة هي الخسران؛ لذلك علينا أن نعوّد أنفسنا وقلوبنا وعقولنا على التفاؤل، وأن نبدأ حياة جديدة كلها تفاؤل وأمل بغد مشرق؛ لكِي ننطلق إلى آفاق ليست لها حدود لبناء حياتنا بالشكل الأجمل وكما نريد.