مهارات تطوير الذات عند الموهوبين

تطوير الذات من الأمور المهمة التي يحتاجها الفرد في حياته ليتمكن من إدارة نفسه والسعي وراء أهدافه

- إعلان -

يعمل الفرد على تنمية ذاته وتطوير قدراته وبناء شخصية ناجحة له من خلال عوامل عدة من أهمها الثقة بالنفس فهي تعد الدافع الأول لنجاح عملية تطوير الذات وبناء الشخصية الناجحة، فعندما يثق الفرد بنفسه وقدراته ينعكس ذلك على وجهة نظر الآخرين فيه، فتطوير الذات وبناء الشخصية لا تأتي إلا من خلال المواصلة بالمثابرة والجهد والعمل الدؤوب في كسب ثقة الآخرين. فتطوير الذات تعتمد على الثقة بالنفس لذا فالفرد يعمل على تقييم نفسه بين الحين والآخر، والوقوف على النقاط الإيجابية في شخصيته، والعمل على تطويرها وفهم النقاط السلبية التي لديه، والعمل الجاد على التخلص من سلبياته.

                                                                                                                     

بقلم د. خالد بن محمد الرابغي -متخصص في الموهبة

 

خالد بن محمد الرابغي

 

مفهوم تطوير الذات:

إن الفرد إذا أراد أن يطور من ذاته عليه أن يعيد الاهتمام نفسه بحيث تكون إرادته الداخلية ذات تأثير كبير عليه مما يجعله ايجابياً في تعاملاته وتطوير ذاته. الذات له معاني كثيرة فتربية النفس هو تطوير لها، وإدارة الإنسان لذاته إدارة إيجابية هو تطوير وارتقاء به، فأول عملية تطوير للفرد تأتي من ولادته من خلال الاسرة وذلك من خلال زرع التربية والاخلاق بداخله بطريقة تساعده على تطوير ذاته بشكل تلقائي. ولعل مفهوم تطوير الذات لم يكن حديثاً فقد ذكر ذلك أحد كبار الفلاسفة الزمان أفلاطون أن تطوير الإنسان وتربيته لذاته لها مردود نفسي أكثر بكثير من تربية أفراد اخرين له ولذا فهو يؤيد أن يطور الإنسان ذاته ويكسبها سلوكيات إيجابية ونبذها للسلوكيات السلبية. فمن ذلك نجد أن تطوير الذات مهم سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الجماعة.  ومن خلال ذلك نجد أن تطوير الذات يعد منهج يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو سلوك يجعل الفرد يشعر بالرضا والاطمئنان الداخلي ويساعده ذلك على التركيز على أهدافه في الحياة وتحقيقها للتعامل مع أي عائق من الممكن أن يقف عائق في سبيل تطويره لذاته.

 

أهمية تطوير الذات:

تطوير الذات من الأمور المهمة التي يحتاجها الفرد في حياته ليتمكن من إدارة نفسه والسعي وراء أهدافه، فتكمن الأهمية في:

  • التحفيز: إن المعرفة عند الفرد تجعل اتخاذ القرار لديه متعة عملية يؤديها مما يجعله متحمساً وشغوف بالعمل أو المهمة التي يقدم عليه ويجعل التحفيز لديه عالي ودافعيته قوية لتحقيق مهامه دافعه أقوى لتحقيقها.
  • الوعي الذاتي: الفرد في العادة يتلقى العديد من الرسائل والمعلومات والمهام اليومية والتي تجعله يعمل عليها ويفكر بها كثيراً، فإن لم يكن لدى هذا الفرد الوعي الذاتي فإن العديد من الفرص من الممكن أن تهمل أو تضيع دون اهتمامه أو ملاحظته عليها
  • المرونة: الفرد من طبيعته تعترضه المشاكل والصعوبات في حياته إذ لا يمكن أن يكون الطريق أمامه سهلاً وايجابياً وخالياً فهنا لابد أن تكون لدى الفرد المرونة وهذه لا تأتي الا من خلال تطوير الذات فالمرونة في التعامل مع تلك المشاكل والصعوبات وزيادة الثقة بالنفس تمكينه من التعامل مع مواجهة الصعوبات.
  • العلاقات: فالعلاقات سلاح ذو حدين؛ إمّا أن ترفع الشخص للأعلى أو عكس ذلك لذا فإن تطوير الذات يساعد في معرفة العلاقات التي تستحق الاستثمار والاستمرار ليكون تأثيرها إيجابيا على الفرد
  • تحسين التركيز: إن تطوير الذات يزيد من تركيز الفرد ويقلل من السلبيات التي تبعده عن الأمور التي يستطيع تحقيقها والعمل عليها للوصول الى أهدافه فتداخل المهام من الممكن أن يجعل الفرد يشعر بالتوتر والقلق.

 

طرق تطوير الذات

يوجد عدة طرق يمكن للفرد أن يعمل عليها لتطوير ذاته وهي:

  • التركيز على المهارات والمعلومات التي نحتاجها في حياتنا العملية.
  • المتابعة والاستمرار في التعلم والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال العمل.
  • تطوير المهارات الاجتماعية واكتساب خبرات وطرق جديد من اجل التعامل مع الضغوطات والمشكلات التي تواجه الفرد.

- إعلان -

مهارات تطوير الذات

هناك العديد من العوامل التي بمكن للموهوبين أن يقوموا بتطوير ذاتهم، فخطوات تطوير الذات أو مهارات تطوير الذات قد تختلف من فرد الى أخر وذلك طبقا للظروف المحيطة به فمن العوامل التطوير:

  • تحديد الأهداف وترتيبها:

إن التخطيط السليم والواضح مع وضع الخطة المحكمة لها اهداف بعيدة المدى واهداف قصيرة المدى وأن كل هدف توضح فيه اهميته للعمل فهذه الطريقة الصحيحة لإنجاز الفرد اهدافه في وقت قصير والوصول الى تحقيق أي هدف له مع وضع خطة محكمة لتحقيق تلك الأهداف.

  • إدارة الوقت وتنظيمه:

إن عملية إدارة الوقت من العوامل الهامة والاساسية لتطوير الذات، حيث بتنظيم الوقت يمكن للفرد أن ينفذ الكثير من الاعمال في اليوم والانتهاء منها كما أنه لن يدع مجال لتداخل المهام بالإضافة إلى أنه يمكن تعلم عمل جديد أو مهارة جديدة في مجال أو تخصص معين وذلك في الوقت الذي سوف يكسبه من تنظيمه لوقته وإدارته بالشكل الطبيعي.

  • مهارات التواصل

تعد مهارات التواصل من ضمن خطوات تطوير الذات وذلك لأنها من أكثر العوامل المؤثرة في مهارات تطوير الذات وتنمية الذات مثل التحدث والاستماع وسرعة اتخاذ القرار وفهم لغة الجسد وتقديم العروض وغيرها من الأمور.

  • التعلم الدائم

إن تطوير الذات وتطوير مهارة فن التواصل لا تأتي إلا بالتعلم المستمر والدائم وذلك يساهم في تطوير الشخصية وتنميتها بشكل كبير لا سيما أنها تعزز مهارة فن التواصل وتطوير الثقة بالنفس وذلك بناء على ما يعرفه الفرد من معلومات وخبرات في مجاله أو مجال آخر، ويمكن ممارسة هذا المهارة من خلال القراءة في مجال التخصص وحضور الدورات والورش التدريبية.

  • المثابرة

إن المثابرة وعدم الاستسلام من الأمور الاساسية للنجاح وذلك من الأمور الاساسية لتطوير الذات وتنميتها، حيث بتفاؤل الفرد والعمل المستمر وعدم الاستسلام للشك والخوف يظهر التطوير من الذات وتظهر الخبرات في خوض التجارب التي قد تتيح للفرد اثبات نفسه وتقوية شخصيته الإيجابية والبعد عن السلبية لذلك يجب على الفرد النظر الى الجانب المشرق في حياته.

  • المتابعة الذاتية

التقييم والمتابعة من العوامل الهامة في تنمية الذات وتطويرها وذلك لأنها تمكنك من معرفة السلبيات التي من الممكن أن تبتعد عنها قدر الإمكان في كل عمل ترغب في ادائه وهذا ما سيجعل الفرد في المستقبل من السهولة عليه أن يحدد نقاط ضعفه وطريقة معالجتها

خطوات تطوير الذات وبناء الشخصية عند الموهوب:

  • معرفة النفس: على الفرد معرفة نفسه ومن هو وإذا يريد وماهو هدفه وماذا يطمح بأن يكون ويركز على ما تريده ذاته لذلك. فمعرفة الذات وتعزيزها من خلال المجالات المختلفة مثل قراءة الكتب، والاشتراك في الدورات والندوات وورش العمل التي تساعد على اكتساب مهارات تطوير الذات.
  • احترام الذات: على الفرد تقبل ذاته، والاقتناع بأن المثالية تكون في جوانب، ومواقف محددة وليست شاملة، وتقييم الذات، والقدرات، والإمكانيات الشخصية لزيادة الثقة بما يستطيع الفرد تحقيقه دون الاخرين.
  • تقبل الرأي والرأي الاخر: لابد للفرد أن بتقبل جميع الآراء، حتى لو كانت ليست من هواه وعليه أن يستمع لها ويتعلم منها دون الوقوف عندها وتعقيدها، وإنما يتقبلها للاستفادة منها في تطوير الذات.
  • الجرأة والشجاعة: على الفرد أن يتغلب على المخاوف ويتحلى بالجرأة والشجاعة للخروج عن المألوف، وتجربة الأمور الجديدة، للتغلب على مخاوفه، ومنعها من أن تكون عائقاً أمام التقدم والتطور في حياته
  • التفكير الإيجابي: أن التفكير بطريقة سلبية حول الذات تكن عائق كبير في تنمية الذات وتطويرها فعلى الفرد أن يجعل الإيجابية هي طريقته المثلى وفي حياته فتشجيع النفس ومدحها، وإظهار نقاط قوتها والتغني بالإنجازات التي قدمها.

 

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.