صيام الحامل لا يشكل خطراً على صحة الأم والجنين
المرأة الحامل إذا عزمت على الصيام فإنه يجب عليها أن تتناول إفطاراً جيداً غنياً بالمواد الغذائية والسعـرات الحرارية
دوماً ما يشغل بال كثير من السيدات الحوامل شهر رمضان وإمكانية صيام الحامل فيه ومدى تأثيره عليهن وعلى صحة أطفالهن، ويطرأ لديهن العديد من التساؤلات كيف تقضين الشهر خاصة مع انتشار مقولة أن المرأة الحامل تأكل لفردين – لها وللجنين الموجود في أحشائها.
طمأنت د. عبيد المرأة الحامل في بداية حديثها قائلة “لقد ثبت طبياً أن الصيام لا يشكل خطراً على صحة الأم الحامل أو الجنين، ومن خلال الشهر الأول حتى موعد الولادة فإن الصيام لا يؤثر على ثبات الجنين أو نموه داخل الرحم وكل ذلك يتوقف على المرأة الحامل وعلى رغبتها وقدرتها على الصيام”.
وأشارت إلى “أنه في مثل تلك الحالات تكون استشارة الطبيب هي الفيصل في حالة إذا ما كانت تستطيع الصيام أم لا، ويضع الطبيب في اعتباره بجواز الصيام والإفطار صحة الأم والجنين معاً، وفى حالة صرح الطبيب لها بالإفطار فإنه يجوز لها ذلك لأن إفطارها كان بناء على رأي طبي خوفاً على صحتها وصحة جنينها، وهو ما لا يتعارض مع الدين حيث اتفق الأئمة على منح الحامل رخصة الإفطار إذا كان ذلك بناء على مانع طبي”.
وأوضحت “أن المرأة الحامل إذا عزمت على الصيام فإنه يجب عليها أن تتناول إفطاراً جيداً غنياً بالمواد الغذائية والسعـرات الحرارية، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم – البيض – الألبان – وشراب كمية كبيرة من السوائل لا تقل عن 2 لتر لتعويضها عن السوائل التي تفقدها خلال ساعات الصيام. وفى وجبة السحور والتي يصوم بعدها الإنسان لمدة طويلة عن الأطعمة، فإن الوجبة يجب أن تأكل فيها جيداً حتى لا يتأثر الجنين الموجود داخل أحشائها”.
ونوّهت الدكتورة ميسون بن عبيد عن” أن الحلويات للأم الحامل ضرورية لأنها غنية بالسعـرات الحرارية اللازمة لطاقة الجسم، ولكن يجب توخي الحذر من السكريات عند الحوامل اللاتي يعانين من سكري الحمل وتطبيق ما حدده الطبيب من السعرات الحرارية، أما في حالات سكري الحمل التي قد حدد الطبيب لهن إبر الانسولين كعلاج فهنا يجب أخذ الإبرة الأولى مع الافطار والثانية في السحور مع ضرورة متابعة كشوفات السكر المنزلية وزيارة أخصائي الغدد والسكر.”
وأكدت على” أنه في حالة شعور الأم الحامل بإجهاد فإن الذهاب إلى الطبيب أمر ضروري جدًا، ولكن بصفة عامة فإن الصيام لا يؤثر على صحة الأم الحامل. أما إذا كانت المرأة حامل فى توأم فإنها تحتاج إلى وجبات صغيرة متكررة لنمو الأجنة داخل أحشائها ويعتبر الصيام مرهق على صحتها، وعليها مراجعة الطبيب لأن الصوم قد يكون له أخطار عليها وعلى الجنين. والأم إذا ما أحسنت فى تناول طعامها فى الإفطار والسحور فإنه لا خطورة على حملها من الصيام، بل يساعد الصيام على أن تكون في صحة جيدة. ويجب على الحامل مراجعة طبيبها بشكل فوري في حالة شعرت بالدوار (الدوخة) أو الإغماء أو الضعف أو التعب، إضافة إلى حالات الغثيان والتقيؤ، أو ملاحظة انقباضات مثل الألم، إضافة إلى الإصابة بالصداع أو أي آلام أو ارتفاع في درجة الحرارة”.
واختتمت الدكتورة ميسون حديثها بقولها “أن هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام أثناء الحمل من بينها المصابات بمرض السكري أو الكلى المزمنة أويعانين من قصور في وظائف الكبد وكذلك الربو الذي يتطلب بخاخاً للاستنشاق. كما هناك بعض الحالات المرتبطة بالحمل والتي قد تمنع الحامل من الصيام مثل ارتفاع ضغط الدم، والحمل بتوأم، ومن تعانين من خطر الولادة المبكرة إضافة إلى المصابات بأمراض الحمل الحادة”.