رحلة استكشافية تنقلنا إلى الآثار التاريخية في السعودية

الرياض، رهف الماضي

 

من البعثة النبوية إلى تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، تحمل المملكة في طياتها بصمات العصور الغابرة وتزخر بآثارها التاريخية، فالحركة العمرانية التي شهدتها المملكة العربية السعودية هي الرافد الرئيس في الاقتصاد السعودي.

 

منحوتات هندسية سابقة لزمنها

رحلة استكشافية تنقلنا إلى عالم الآثار التاريخية في المملكة، تقف عند أهم أثر يستقطب السياح بنوعيه الداخلي والخارجي، والبعض الآخر مازال حاضرًا في ذكره باعتباره معلمًا من المعالم السياحية السعودية، فـ“مدائن شعيب” تقع في تبوك -شمال غرب السعودية- وكانت منطقة زراعية فيما مضى، أي قبل 100 عام من الميلاد، جرف التصحر لها أدى إلى دفع سكانها النزوح شماًلا تجاه البحر المتوسط، فـ”مدائن شعيب” مازالت تشهد حضارة الأنباط القديمة من حيث الكهوف المنحوتة داخل الجبال بطريقة هندسية فريدة من نوعها وسابقة لزمنها.

 

مرآة حضارات العالم القديم في الجزيرة العربية

ومن “مدائن شعيب” إلى “مدائن صالح” الواقعة في الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام والرافدين، وتشهد “مدائن صالح” حضارة ضاربة في جذور الماضي، وتعود تسميتها إلى النبي صالح وقومه ثمود عرفت في القرآن الكريم باسم “الحجر”، وهي مدينة منحوتة من الجبال والصخور، وعرفت بمرآة حضارات العالم القديم في الجزيرة العربية، كما أذهلت “مدائن صالح” 22 دولة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 2008؛ ليوافقوا على اعتمادها ضمن قائمة التراث العالمي.

 

العُلا بين الآثار والازدهار 

ببعدٍ قدره 300 كيلو متر شمالًا من المدينة المنورة، تقع أهم مدينة أثرية في المملكة، “مدينة العُلا” العاصمة الثانية تاريخيا لمملكة الأنباط القديمة بعد “مدينة البتراء” في الأردن، وأصبحت اليوم مسرحًا للفعاليات السياحية في السعودية، جذبت العُلا العديد من الرحالة والمستكشفين غير العرب؛ ليدرسوا تراثها القديم الذي خلقته تلك الحضارات المتعاقبة على أرضها، تتمتع العُلا بموقع جغرافي تميز بتشكيلاته الجبلية المتنوعة وكثبانه الرملية الذهبية، وليلها الذي كلما زاد عتمته أضحت سماؤه كأنها سجادة كونية طُرزت بالنجوم المتلألئة.

 

المملكة العربية السعودية بلغ اهتمامها عنان السماء وفاق خيالها التصورات؛ لتمزج الآثار والازدهار، وتجعل من آثارها معلمًا سياحيًا امتزج بها التاريخ والأثر بالتقدم والتطور، لتصبح مدنًا سياحية مختلفة عن غيرها.