تخلص من الأزمات النفسية بالكتابة
بقلم: لمى الخالدي
الاستشفاء بالكتابة:
تنوعت الصراعات التي تهدد البشرية على مر العصور، وكانت الصراعات التي تواجه البشرية خارجية؛ ضد الوحوش والسباع والطبيعة، واستعان الإنسان بجماعته وقوته ليحمي نفسه من هذه المخاطر التي تهدد وجوده، وأما الآن في عصرنا الحالي لم تعد هذه الصراعات تهدد الإنسان بشكل مباشر، وتغير شكل الصراعات لتصبح داخلية، ومع تزايد الفردانية وفقدان اللحمة الأسرية ونمط الحياة السريع يواجه الإنسان صراعًا مع ذاته التي صارت قلقة مضطربة؛ ليجد نفسه غير قادر على التعافي والنجاة من الأزمات التي تعترضه.
في عالم كهذا قد لا تكون الظروف مواتية للجميع ليحصلوا على مساعدة من طبيب أو معالج نفسي، ولكن هناك الكثير من الطرق التي باستطاعة الجميع القيام بها، وقد تعطي نتائج جيدة مع الاستمرار، ومن هذه الطرق العلاج بالكتابة.
والكتابة العلاجية طريقة للاستشفاء من الأزمات النفسية والعاطفية وهي أحد الطرق المتبعة في العلاج السلوكي المعرفي، ليس ضروريًا أن تكون كاتبًا أو أديبًا، كل ما عليك فعله هو إحضار ورقة وقلم، وإفراغ كل الأفكار التي تؤرقك، المشاعر التي تزعجك أو الذكريات التي تؤلمك، بشكل يومي ولمدة خمسة عشر دقيقة من الكتابة المتواصلة دون تفكير ولا تأنق لغوي، ولا مراقبة لصحة الكلام وخلوّه من الأخطاء النحوية أو الإملائية. وإنما التركيز على إفراغ فوضى أفكارك على الورق للتخلص من المشاعر السلبية وتجاوزها.
وهي طريقة فعالة أشبه بالفضفضة ولكن مع الورق، لا تشعرك بحرج من ذكر تفاصيل الأحداث المؤسفة التي مرت بحياتك، بل على العكس تجعلك أكثر جرأة على التعبير، وبذلك تصل إلى المراد من هذه الطريقة، وهي الراحة والتخلص من ازدحام الأفكار والهواجس.
قد لا تكون طريقة سريعة وذات نتائج فورية، ولكنها تستحق التجربة، فالتدوين حتى وإن لم يكن للفضفضة فكرة جيدة لترتيب الأفكار ولزيادة الإنتاجية.