النظافة الدورية أول الطريق لأسنان صحية
الفم، عالم متسع جداً، ربما يمكن تسميته بـ(بوابة الحياة)، فمن خلاله يصل الماء والغذاء إلى الجسم، وهناك خطوات لصحة الفم، من الأسنان إلى اللثة التي تحملها، وطرق تعويض الأسنان المفقودة، أو تقويمها، أو استبدالها، للوصول في نهاية المطاف إلى فم خالٍ من الأمراض، ما ينتج عن ذلك، طعام صحي، وجسم سليم.
وبحسب الموقع الإلكتروني الأمريكي (تقويم الأسنان)، فإن مشاكل اللثة، ليست سهلة، غالباً، إذ قد يعيش ملايين البكتيريا باللثة، مسببة التهاباً في منطقة واسعة من الفم، لكن من دون أن يشعر المريض، لذا ينصح الأطباء والأخصائيون بضرورة المداومة على زيارة طبيب الأسنان لاكتشاف أي مشاكل صحية، سواء في اللثة أو الأسنان، خصوصاً التي لا ينتج عنها ألم، حتى لا يستفحل المرض، ويصعب العلاج، خصوصاً عند استعمال تقويم الأسنان، لمن يعانون فراغات بين الأسنان، أو اكتظاظها.
حماية الأسنان، تبدأ بتنظيفها اليومي، مرتين على الأقل، خصوصاً لمن يستخدمون التقويم لأسنانهم، باستخدام فرشاة وأحد أنواع معاجين الأسنان الموثوقة بحسب حاجة اللثة، وطبيعتها، وذلك مع يحدده الطبيب المعالج، وكذلك ينصح باستخدام الخيط الطبي الذي يعتبر استخدامه ضرورة للوصول إلى مستوى نظافة مأمون، حيث إن خيط تنظيف الأسنان يصل إلى الأماكن التي يصعب على الفرشاة الوصول إليها، واستكمال تنظيفها بعمق.
تنظيف الأسنان يجنب الإنسان صدور رائحة كريهة من الفم، وقد تصل هذه الرائحة في أصعب الحالات إلى مسافة متر من الفم، ما يسبب الكثير من الحرج، ونفور المقربين، سواء على المستوى الأسري، أو على المستوى العملي، وهنا يصبح الشخص الذي يصدر عنه هذه الرائحة الكريهة غير مرغوب في حضوره إلى مكان العمل، ما يفقده الكثير من ثقة المحيطين به، من زملاء، أو حتى الإدارة، لذا، على الإنسان الذي يصاب بمثل هذه الرائحة سرعة البحث عن السبب، واللجوء إلى العلاج الفوري، تجنباً لأي مشاكل اجتماعية تضاف إلى المشاكل الصحية.
وسعى الباحثون لإيجاد سبب وراء صدور رائحة الفم، فالبعض منهم ذهب إلى أن مصدرها التدخين، وآخرون رجحوا أن تكون المعدة، أو المرئ أو البلعوم سبب هذه الرائحة الكريهة، لكن كان تأكيد الأخصائيين على أن رائحة الفم غير المرغوب فيها، سببها الرئيس عدم العناية الدورية بالأسنان، وتراكم جزئيات من الطعام بين الأسنان، يؤدي إلى عفنها، ومن ثم صدور هذه الرائحة، لذا ينصح أطباء الأسنان بضرورة الحفاظ على غسيل وتنظيف الأسنان، فلا بديل عن ذلك، للحفاظ على فم صحي، أو بوابة حياة نظيفة، وسليمة، والأهم من ذلك كله، المواظبة على شرب المزيد من الماء، لزيادة اللعاب في الفم، ليسهل عليه القيام بمهمته الرئيسة في عملية هضم المواد الكربوهيدراتية، وتحويلها إلى مواد سكرية سهلة الهضم، فشرب الماء بوفرة يعالج المشكلة، وإن استمرت، فمن الضروري وقتها استشارة طبيب الأسنان.
ومن الأسباب الأكثر شيوعاً مع تكون رائحة فم كريهة، هي، جفاف الفم، الأمراض الفيروسية، تركيب طقم أسنان غير ثابتة، مرض السكري، أو التهابات المرئ والمعدة، عدم تفريش اللسان، حيث يعيش عليه الملايين من البكتيريا، وحال إهماله من التفريش، قد تتحول البكتيريا النافعة إلى أخرى ضارة، وتسبب رائحة كريهة.
وكذلك تناول بعض الأدوية، قد يتسبب في صدور رائحة كريهة من الفم، وبمجرد التوقف عن تناول الدواء، تتوقف الرائحة عن الصدور، لذا، من المهم تحديد السبب الرئيس لرائحة الفم، لأنها دالة على صحة الجسم بشكل عام.
وينصح بتناول الأطعمة الطازجة والخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات الطبيعية التي يستفيد منها الجسم، والانتظار مدة لا تقل عن 30 دقيقة بعد تناول هذه الأكلات قبل استخدام فرشاة الأسنان.
وفي حال المواظبة على شرب الماء، واستخدام الفرشاة والمعجون والخيط الطبي، وتجنب التدخين، واستمرت الرائحة، فعلى المريض الذهاب إلى الطبيب، لإجراء فحوص يصفها الطبيب للبحث وراء السبب الرئيس لرائحة الفم غير المرغوب فيها.
لكن هناك عدداً من الأخطاء الشائعة عن تنظيف الأسنان، منها أن الحك الشديد بالفرشاة والخيط للأسنان يعتبر أمراً ضرورياً لضمان نظافة فائقة، وهذه معلومة خاطئة، كما نصح أطباء واختصاصيو الأسنان، إذ من المهم تنظيم الأسنان لكن من دون العنف الزائد في استخدام وسائل التنظيف.
وهناك الكثير من الأخطاء الشائعة عن تنظيف الأسنان منها أن الشاي الأخضر أفضل من الأسود، لأن الأخير يتسبب في تسوس الأسنان، وهذا غير صحيح تماماً، إذ إن الشاي الأسود أو الأحمر، يلون الأسنان، لكن هذا اللون يمكن إزالته بسهولة، سواء بالتنظيف اليومي، أو بتلوين الأسنان بالأبيض في أحد المراكز الصحية لعلاج الأسنان، فلا الشاي ولا التدخين من مسببات تسوس الأسنان.
ويروج البعض أيضاً أن تسوس الأسنان مرض وراثي، ومهما تعددت طرق التنظيف اليومية، فالتسوس سيحدث، وهذا من الأخطاء الشائعة، فليس تسوس الأسنان مرضاً وراثياً، ويمكن علاجه بسهولة، حال اكتشافه مبكراً من خلال المتابعة الدورية مع الطبيب، وتكفي دقيقة واحدة لتنظيف الأسنان بالمعجون والفرشاة.
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً أن العلكة يمكن أن تكون بديلاً عن تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون، ونصح أطباء الأسنان والأخصائيون بأنه لا بديل عن الفرشاة والمعجون والخيط الطبي أيضاً، لضمان نظافة وسلامة الأسنان بطريقة آمنة.
القلق ومشاكل الأسنان
كثير من الناس يعاني القلق، ما يؤثر على ما يسمى بصرير الأسنان، يصادف الإنسان خصوصاً عند النوم، ما يسبب الكثير من المشاكل الصحية في غضاريف الفك، وقد يتسبب في حدوث تشنجات بالجسم كله، لذا، كان هذا العرض مسبباً للكثير من القلق، رغم أن القلق هو السبب الرئيس وراء حدوثه، وكلما زاد القلق، زاد عرض صرير الأنسان، أو احتكاكها ببعضها بارتعاش يتسمر دقائق، وفي حال تركيب تقويم للأسنان يتأثر سلباً بهذا الاتحكاك، خصوصاً أن الأسنان تكون معرضة للحركة، والاهتزاز، ومع احتكاك الأسنان أو صريرها، قد يؤدي ذلك إلى فقدان الأسنان، لذا من المهم المتابعة المستمرة مع الطبيب، وإخباره بكل ما ينشأ من أعراض، خصوصاً خلال تركيب التقويم الذي يستمر شهوراً طويلة، وخلالها من المؤكد أن يصادف المريض الكثير من الأعراض غير المألوفة له قبل تركيب التقويم.
لكن، بعد استمرار الأبحاث حول أسباب احتكاك الأسنان ببعضها، خصوصاً أثناء النوم، اكتشف الباحثون أن تركيب الحشوة بطريقة خاطئة، تمثل إزعاجاً بالفم، يتخلص منه أثناء النوم، ويظل كذلك حتى يقضي على الحشوة الزائدة.
والعلاج الأمثل ليس التعامل مع الأسنان، فحسب، وإنما التعامل مع مسببات القلق التي يتعرض لها المريض، فارتباط احتكاك الأسنان ببعضها، مرتبط ارتباطاً طردياً مع مستوى القلق والضغط العصبي.
وما بين ألم في الفك أو نزيف في اللثة، أو ظهور خراريج باللثة، أو شفافية أطراف الأسنان، وعض اللسان، ورائحة الفم الكريهة، كل ذلك دال على التوتر العصبي المسبب لصرير الأسنان، أو احتكاكها ببعضها البعض، والعلاج الرئيس يتمثل في البحث عن سبب التوتر العصبي، وعلاجه، حتى لا يفقد المريض أسنانه، من دون معرفة السبب الذي أوصله إلى هذه النتيجة، التي كان يمكنه تجنبها، خصوصاً مع تطور علاج الأسنان، وإمكانية استبدالها بأخرى بطرق آمنة في مراكز علاج الأسنان المعتمدة والموثوق فيها، لذا، يمكن الاطمئنان بأن أسباب النظافة الدورية للأسنان وشرب الماء، وزيارة الطبيب دورياً، أول الطريق لأسنان صحية.