النحافة والتغذية السليمة
تعني النحافة نقصاناً في وزن الجسم بنسبة 15- 20% من الوزن الطبيعي، وقد تكون ناتجة عن أسباب متعددة من أهمها الوراثة. إن كان أغلب أفراد العائلة يعانون من النحافة، ومن الممكن أن تكون نتيجة لمشاكل نفسيّة تؤثّر على تناول صاحبها للطعام. أو الإصابة ببعض الأمراض التي تكون النحافة أحد أعراضها أو مضاعفاتها. كما يلعب التدخين دوراً كبيراً في نقصان الوزن، ويمكن أن يكون النظام الغذائي المتّبع لتخسيس الوزن سيّئاً، كعمل رجيم قاسٍ؛ بحيث يتم إنزال الوزن بشكل سريع، ويصبح من الصعوبة زيادته. أو قد يرجع السبب إلى عيوب غذائيّة كنقص في وجبات الطعام بسبب الظروف الاقتصادية أو العادات الغذائية التي تمّ اكتسابها منذ الطفولة.
بقلم: د. رويدة إدريس ناشطة في التوعية الغذائية -المدير التنفيذي لمركز صحتي غذائي
يجب معرفة السبب الرئيسي لنقص الوزن غير الصحي لحل مشكلة النحافة، مع العناية بالنظام الغذائي في ذات الوقت؛ فإذا كانت من النوع الذي ينشأ نتيجة اضطرابات الغدد الصماء، لابد من وضع الفرد تحت رعاية طبية حتى تزول هذه الأسباب العضوية. أما إذا كانت النحافة غذائية فيمكن علاجها بإعطاء الشخص سعرات عالية من خلال زيادة عدد الوجبات الخفيفة وتوفير بيئة مناسبة نفسياً، تشجعه على تناول وجباته، على أن يكون الغذاء غنياً بالكربوهيدرات الصحية العالية في محتواها من السعرات الحرارية؛ مثل الأرز والجريش والفريك البرغل، وإضافة البقوليات والذرة للسلطات واختيار الفواكه المحتوية على نسبة عالية من النشويات والسعرات الحرارية مثل التمر المانجو، الموز، المشمش ونحوه.
ينبغي مراعاة إعطاء مواد دهنية غنية بالدهون الصحية بكميات كبيرة نسبياً لارتفاع قيمتها الحرارية مثل المكسرات والأفوكادو والبذور كبذر الكتان وبذور الشيا. ومن الضروري توفير كميات كافية من البروتينات ذات القيمة الحيوية العالية كالحليب والبيض الأسماك الدهنية وكميات وافرة من الفواكه والخضروات الطازجة كمصدر للفيتامينات والأملاح المعدنية.
ومن الضروري ممارسة رياضة بناء العضلات؛ لأنه من المُهمّ دائماً زيادة الوزن بالشكل الصحيح؛ حيثُ يُمكن للذين يُعانون من النحافة المُفرطة زيادة أوزانهم عن طريق اكتساب كُتلة عضليّة ودهون تحت الجلد بنسبٍ مُتوازنة؛ عوضاً عن زيادته من خلال تراكم دهون البطن غير الصحيّة، فمثلاً لا يُعدّ استهلاك الحلويات والمشروبات الغازيّة طريقة مُناسبةً لزيادة الوزن؛ فكِلتاهُما ضارّتان بالصحّة بشكلٍ كبير.
لا تكون زيادة الوزن بالأمر السهل لدى البعض؛ ويعود ذلك إلى اعتياد الجسم على وزن مُحدّد، فيقاوم حدوث أي تغير في الوزن الاعتيادي سواء بزيادته أو تقليله، لذا فإنّ تغييره قد يتطلب فترة طويلة تحتاج إلى المُتابعة والالتزام، ويجدر التنبيه إلى أهمّية استشارة مُدرّب رياضي مُتمرّس إن أمكن للأشخاص حديثي العهد بمُمارسة الرّياضة أو ذوي الأجسام غير المُتّسقة لمساعدتهم، كما أنّهم قد يحتاجون إلى استشارة طبيب في حال المعاناة من مشاكل صحيّة قبل البدء بمُمارسة الرّياضة.
الابتعاد عن التدخين والمنبهات، وزيادة عدد ساعات النوم من الأمور الضرورية لتجنب النحافة، كما أن علاج الأمراض التي تسبب النحافة مثل الطفيليات وأمراض الغدد وغيرها أمور مهمة.