المطر الأسود
الرياض، رزان آل هادي
اضطراب شائع..
يعدّ الاكتئاب من الأمراض المنتشرة بشكلٍ كبير؛ حيث يضم في قائمته العديد من المصابين به بطريقةٍ أو بأخرى، ويتجلى بذلك مدى براعته في سلب حياة الأشخاص الذين قد تمكّن منهم واستولى تحديدًا على تفكيرهم بسلبية مطلقة، ذلك بتثبيط عزائمهم، وتشتيت تركيزهم، وعدم رؤيتهم الإيجابية في غالب الأمور، وكذلك مقدرتهم على مواصلة الحياة بشكلٍ طبيعي وسليم على نقيض الأشخاص الطبيعيين.
إن الاكتئابَ شبيه بغزوٍ فكريّ، لكن بأسلوبٍ آخر ومختلف تمامًا، فهو يشابهه قوة السيطرة على تفكير الشخص وطريقة سلوكه وتفاعله مع أمور حياته المستعصية والمتشابكة الأطراف، حتى ينتهي به الطريق بزيادة تشابكها بشكلٍ لا إرادي وأكثر سلبية.
ومن خلاله يرتبط إحساس الشخص المصاب بالتعاسة والحزن والكآبة من أقلّ سبب قد يواجهه أو يتربّص به؛ لذا يصعب عليه العيش، ويجعله ذلك وكأنه مكرهًا على التنّفس والخوض في مشاقّ الحياة اليومية.
وأشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ٣٪ من سكان العالم يعانون من الاكتئاب، هذا يعني أن هناك ١٤٠ مليون مكتئب في العالم.
وبنسبة كبيرة يحدث عند المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٥-٢٤ عاما، إذ تشير الأبحاث إلى أن ٥٠٪ إلى ٧٠٪ من حالات الانتحار تعود إلى السبب ذاته.
قد تكون المشاكل الصحية واضطرابات النوم، استهلاك الأدوية والكحول، فقدان شخص عزيز، أو حدوث خيبة أمل عاطفية سببًا رئيسًا للاكتئاب.
الأعراض..
من أهمها انخفاض النتاج اليومي؛ بسبب صعوبة التفكير والتركيز، اتخاذ القرارات، انخفاض الثقة بالنفس، احترام الذات، كذلك النظر إلى الحياة بطريقة سوداوية وتشاؤمية، فقدان الشهية، الانطواء عن الوسط الاجتماعي، حدوث اضطرابات في النوم.
نقطة الانطلاق..
من أولى خطوات الوقاية من الاكتئاب، تجنب التوتر والضغوطات، والأشخاص السلبيين، ممارسة الرياضة باستمرار تعد من ثاني خطوات الوقاية؛ لتوفير الاتزان النفسي مع القدرة على تحمل الضغوطات الناتجة عن أحداث الحياة بجوانبها كافة، كما يعد التفكير الإيجابي والقيام بالأعمال السارة، والتعامل الصحيح مع الأزمات من أهم أساليب الوقاية من الاكتئاب.
يعد الحوار والاستشارة النفسية من طرق العلاج فالطبيب يكون لديه فن الاستماع حتى يتسنى للمراجع التعبير عن مشاعره وأفكاره، حيث يساعده في التغلب على المشكلات التي يعاني منها ويوفر له بيئة أكثر إنتاجًا.
الاضطراب النفسي يؤدي إلى عدم ممارسة الحياة الطبيعية للمصابين به، وسوء إدارة ضغوطات الحياة تهدد الاستقرار النفسي، وزيارة طبيب مختص أمر حتمي لمن يعاني من الأعراض المذكورة آنفًا، فالبعض يخجل من زيارة الطبيب النفسي، والحقيقة أن لابد من إرشاد طبي صحيح عن حالة الفرد الذي يعاني من الاضطرابات النفسية ومعرفة مدى عمقها.