العيدية.. عادة عمرها مئات السنين واختلف اسمها عبر العصور.. وهذه قصتها
تعتبر “العيدية” أحد أهم طقوس الاحتفال بالعيد، وهي ذات أهمية وقيمة كبيرة وخاصة بالنسبة للأطفال، الذين يتوقون للحصول عليها من عيد إلى عيد، باعتبارها مصدراً للسعادة والبهجة وتعكس روح العيد.
وبالرغم من أن مظاهر الاحتفال بالأعياد قد اختلفت بعض الشئ مع مرور الوقت، إلا أن «العيدية» ظلت محتفظة ببريقها وأصالة وجودها لقرون طويلة.
لكن هل سبق وأن تساءلت عن أصل «العيدية» وتاريخ ظهورها وسر ارتباطها بالاحتفال بكل من عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك؟
العيدية
إن كلمة «عيدية» مشتقة من كلمة «عيد»، وتعني العطاء أو العطف، وهي لفظ اصطلاحى أطلقه الناس على النقود والهدايا التى كانت توزعها الدولة خلال موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف، وقد اختلفت الأسماء التي أطلقت عليها على مدار العصور.
وتشير روايات تاريخية إلى أنها ظهرت في مصر في العصر الفاطمي، وكانت تعرف بأسماء عدة آنذاك، من بينها على سبيل المثال الرسوم والتوسعة، وكان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود والثياب على المواطنين خلال فترة الأعياد.
وظلت تلك العادة موجودة خلال العصر المملوكي أيضاً، لكنها كانت تعرف باسم مختلف، حيث كان يطلق عليها «الجامكية»، وهي كلمة تعنى «المال المخصص لشراء الملابس»، وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح «العيدية».
قيمتها
كانت قيمت «العيدية» تختلف بحسب المكانة الاجتماعية، فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية، فيما كان البعض الآخر يحصلون على دنانير من الفضة، أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية بالإضافة إلى الحلوى والمأكولات الفاخرة، كهدية من الحاكم.
أما خلال العصر العثماني، فقد اختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير، إذ أنه بدلاً من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، أصبح يتم تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال. واستمر ذلك التقليد حتى وقتنا الحالي، لكن أصبح يتم تقديمها بطرق مبتكرة وجذابة تخطف الأنظار.