الدكتور هادي أحمد “لأسرار ” الروماتيزم يحدث بسبب خلل في الجهاز المناعي والعلاج المبكر يقي من المضاعفات
الروماتيزم المفصلي (العظمي) يعد أكثر أنواع الروماتيزم انتشاراً وهو يصيب الغضاريف
أوضح الدكتور هادي أحمد استشاري الروماتيزم وأمراض المفاصل بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية “أن هناك مفهوم خاطئ عند العامة في الاعتقاد أن الروماتيزم مرض واحد، بينما هو في الحقيقة مجموعة من الأمراض وتحدث الاصابة نتيجة خلل في جهاز المناعة حيث تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها مهاجمة الميكروبات، بمهاجمة الخلايا بالغشاء الزلالي المبطن للمفاصل، مما يؤدي إلى حدوث التهاب بالمفاصل “.
وأشار إلى “أن الروماتيزم هو حالة التهاب مزمنة تؤثر على المفاصل والأوتار والعضلات والغضاريف والأربطة، وهو ليس مرضاً بحد ذاته إنما عبارة عن مجموعة من الشكاوى تدعى بالآلام الروماتيزمية، ويعد التهاب المفاصل أحد الأمراض الرئيسية المسببة للإعاقة الحركية والتى لايجب تجاهلها، كما أن التشخيص الدقيق هو أفضل الطرق للعلاج، والذي بالطبع يحتاج لطبيب متخصص مواكب للتطور المذهل في تشخيص وعلاج هذه الأمراض”.
وذكر “أن أنواع الأمراض الروماتيزمية أنها تنقسم إلى حوالي مئة وثمانين مرضاً، تختلف في حدتها وشدتها وعلاجها من مرض إلى آخر. ويمكن تقسيم الأمراض الروماتيزمية إلى أمراض الجهاز المناعي والمتمثلة في الروماتيد والتهاب المفاصل الشبابي والذئبة الحمراء بالإضافة إلى التهابات العمود الفقري والصدفية الروماتيزمية وخشونة وضمور الغضاريف بين الفقرات القطنية والعنقية”.
ونوه عن “أن هناك بعض الحالات يوجد لديها استعداد وراثي للاصابة به لسبب غير معلوم إلى جانب عوامل خارجية كالضغط النفسي الشديد وبعض الالتهابات الفيروسية والميكروبية وغيرها تؤدي إلى حدوثه لمن لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة به”.
وبيّن الدكتور هادي” أن المصاب بأحد الأمراض الروماتيزمية عادة ما يشتكي من ألم وتورم وتيبس في المفاصل الصغيرة لليدين والقدمين مع ظهور قصور وعجز في الحركة، وكذلك تآكل وتخريب المفصل وربما الإصابة بتآكل العظم وهشاشة العظام، وعقيدات تحت الجلد، وجفاف العين وضعف في النظر، وفقر الدم، والتهابات عصبية عضلية، بالإضافة إلى تأثير أمراض الروماتيزم على الكلى والقلب”.
وتابع بقوله” أن العلم تقدم بصورة كبيرة وأصبح هناك إمكانية لتشخيص المرض في مراحل مبكرة ويعتبر التشخيص الدقيق هو أفضل الطرق للعلاج، وهو يحتاج إلى طبيب متخصص وعلى دراية تامة بالصفات الخاصة لتشخيص وعلاج كل مرض، كما يجب أن يكون ملماً بجميع جوانب التشخيص لكل حالة، وأن يكون مواكباً للتطور المذهل في تشخيص وعلاج هذه الأمراض”.
الروماتيزم المفصلي (العظمي) يعد أكثر أنواع الروماتيزم انتشاراً وهو يصيب الغضاريف.
واستكمل د. هادي حديثه عن الوسائل التشخيصية للأمراض الروماتيزمية “أن الطبيب يقوم بأخذ التاريخ المرضي للحالة والكشف الإكلينيكي للجهاز الحركي بالكامل بجانب الفحوصات المخبرية المناعية والشعاعية والتي من أبرزها الفحص بواسطة الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي”.
ونصح استشاري الروماتيزم المرضى الذين يعانون من الالتهاب المفصلي الروماتويدي “أن عليهم عدم التقاعس في علاج هذا المرض المزمن الذي يتطلب علاجاً مستمراً، وذلك لتفادي حدوث تشوهات في المفاصل والتي قد تعيق المريض عن القيام بأعماله اليوميه وقد تقعده عن الحركة”.
فيما ألمح د. هادي إلى “أن الروماتيزم المفصلي (العظمي) يعد أكثر أنواع الروماتيزم انتشاراً ويصيب الغضاريف (المادة اللينة الكاسية للمفصل التي تسهل حركته) بحيث تصبح خشنة وتقل حيويتها والسبب في ذلك إجهاد المفاصل وضعف التغذية بهذه الغضاريف والتغذية العامل الأساسي في بناء أنسجة وأعضاء الجسم لتعويض هدم واستهلاك هذه الأنسجة والأعضاء”.
استطرد حديثه “أن الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي تبدأ بعد الثلاثين وتزداد مع تقدم السن فيقل عدد الخلايا التي تغذي الغضاريف فتصفر وتتشقق وتبدأ بالتآكل ويشعر المصاب بصعوبة في القيام والجلوس وصعود السلم ونزوله والمشي مسافة طويلة كما يشعر بصعوبة في ثني وفرد الركبتين إذا أصابهما الروماتيزم أما إذا أصاب أطراف الأصابع فتنشأ عنه عقد عظمية لا ضرر منها سوى التشويه”.
وواصل حديثه قائلاً “أن الروماتيزم المفصلي قد يصيب فقرات الرقبة، أو أسفل الظهر، أو الفقرات الصدرية، أو المفاصل الحاملة للجسم مثل الوركين والركبتين وقد يصيب كعب القدم بصورة نتوء عظمي أفقي أسفله على شكل شوكة. وهنا نؤكد على أن كل ما يساعد على الهدم في بنيان الجسم يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بسرعة، مثل إصابة المفصل والسمنة وكذلك ضعف الدورة الدموية وقلة إفراز الغدة الدرقية ومرض البول السكري”.
وعن الحلول العلاجية المتاحة لعلاج الأمراض الروماتيزمية قال الدكتور هادي “أنه يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات القليلة التي لا تستجيب إلى برنامج العلاج التحفظي، ومن هذه العمليات استئصال الغشاء الزلالي للمفاصل الزلالية، جراحات استبدال المفاصل المتآكلة بمفاصل صناعية والتي أثبتت نجاحها وتعتبر من أكثر الطرق فعالية للتخلص من الآلام”.
كما أكد على أن “علاج الروماتيزم المفصلي العظمي يعتمد على إزالة أي سبب يكون قد ساعد على الإصابة به وتقوية الغضاريف بعقاقير تعتمد على اليود والكبريت وفيتامين “أ” وتنشيط الدورة الدموية في المفصل بوسائل مختلفة أهمها الأشعة القصيرة، مع اتباع الأساليب الوقائية مثل تجنب الإصابة بالسمنة، وعلاج أي التهاب في المفصل بسرعة، والعلاج الجراحي للتشوهات الخلقية التي تسبب أي انحراف في محور المفصل”.
كما اختتم د. هادي حديثه على” أنه كلما بادر المريض إلى العلاج المبكر كانت النتيجة أفضل، وإلا فإن هناك تفاقم للمضاعفات عند إهمال العلاج تتمثل في نمو نتوءات عظمية إلى درجة تحدد حركة المفصل وتلاشي الغضاريف الكاسية للعظم بحيث تصعب حركة المفصل مترافقة مع تحديد حركة المريض إذا كان المفصل المصاب هو الورك أو الركبة”.