استشاري سعودي في مقال خاص لـ”أسرار” يوضح مشكلة التعرق وأبرز حلول لعلاجها..

- إعلان -

يعد فرط التعرق إحدى المشكلات التي تواجه العديد من الأشخاص خاصة الأشخاص الذين يسكنون المناطق الحارة مثل بعض سكان مدن المملكة. من أماكن الجسم التي تظهر فيها هذه المشكلة هي الجبهة وباطن الكفين ومنطقة الإبطين. وهذه المشكلة تسبب خجلاً اجتماعياً لمن يصابون بها.

تظهر ملامح فرط التعرق لدى الأشخاص في كثير من المواقف مثلاً في وقت قيادة السيارة حيث يواجه السائق الذي يقود السيارة صعوبة في القيادة بسبب التعرق المفرط للكفين، أو الطلاب الذين قد يواجهون تمزق كتبهم ودفاترهم بسبب تأثرها بكم من العرق أثناء لمسها أو عندما يبدو الشخص بحالة سيئة نتيجة إصابة ملابسه بالعرق خاصة إذا كان يرتدي ملابس ملونة تتأثر ويظهر فيها العرق بصورة واضحة. والكثير الكثير من المواقف الاجتماعية التي يصاب صاحبها بالخجل الاجتماعي والإحراج، ولا يقتصر الإحراج إلى المظهر السيئ فقط بل يصل إلى الرائحة الكريهة التي تنشأ بسبب هذه المشكلة.

 

بقلم الدكتور سلطان الخنيزان – استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر – عيادات A Clinic

 

    

وتعرف هذه المشكلة بأنها زيادة في إفراز العرق عن الحد الطبيعي المعتاد ولا تعود المشكلة عادة إلى سبب طبي محدد بل يكون سببها هو طبيعة الجسم ونشاط الغدد العرقية دون الرجوع إلى أي سبب مرضي. وتصل نسبة فرط التعرق إلى 10% من مجتمع المملكة. ولكن من الواجب توضيح أن هناك عوامل مرضية أخرى تتسبب في زيادة وفرط كميات العرق مثل:

فرط نشاط الغدة الدرقية لأنه يسبب خفقان القلب وزيادة في التعرق مع فقدان في الوزن.

– وجود حمى شديدة وحرارة مرتفعة بالجسم مما يسبب زيادة التعرق.

ولكن ترجع الأسباب إلى أسباب أولية دون سبب طبي وهي بسبب طبيعة الجسم كما ذكر أغلب الأطباء. تزيد هذه المشكلة في فصل الصيف وتقل في الشتاء وقد تؤدي إلى مشكلة وظيفية خاصة لدى الأشخاص الذين يتعاملون بالآلات مثل الطباعة على الكمبيوتر والأجهزة ويشكل التعرق في اليدين أزمة لهم.

 

في هذا المقال سأعرض لكم حلول لهذه المشكلة وأهم طرق علاجها:

 

– العلاج الأول “كلوريد الألمونيوم”:

الكثير من الناس يعرفون الطريقة التقليدية التي كانت تستخدم في السابق وهي استخدام “الشب الأبيض” للإبط وبالفعل يحتوي الشب الأبيض على هذه المادة ولكن حالياً في العصر الحديث ينصح الأطباء المتخصصون بضرورة استعمال مزيلات التعرق والتي تحتوي على هذه المادة على أن يكون محتواها يتراوح في نسبته ما بين 12% إلى 18% من كلوريد الألمونيوم.

- إعلان -

وليس لمزيلات التعرق أضرار جانبية سوى أنها قد تصيب البعض بتهيج للجلد وبنسبة ضعيفة كما أن استخدامها سهل وليس له أي أضرار ومن الممكن استعمالها في اليدين والجبهة مع ضرورة الالتزام بنوع واحد دون تغيير عدة شركات لمنع الإصابة بتهيج الجلد والتحسس.

 

– العلاج الثاني “حقن البوتكس”:

 تقدم عيادات الجلدية والتجميل حلاً جيداً من الحلول الخاصة بهذه المشكلة وهو “حقن البوتكس” هي مادة دوائية ولها استخداماتها الكثيرة في عالم التجميل والطب، ويلجأ لها الكثير من الناس للتخفيف من آثار التجاعيد التعبيرية وأيضاً تستخدم للتخفيف من فرط التعرق ويمكن حقنه في أي مكان بالجسم ومن الممكن تخفيفه بطريقة محددة من الطبيب المختص.

يستمر أثر حقن البوتوكس لمدة تتراوح من 4 إلى 8 أشهر من أهم مميزاته أنه بسيط جداً وفعال ومؤثر لمدة زمنية محددة. ولكن يزول بعد مدة أقصاها 8 أشهر ويعد مكلفاً نسبياً لأن المادة الدوائية تستخدم لأمور تجميلية كثيرة وقد لا يحبذها البعض لأن المصاب بفرط التعرق قد يحتاج إلى تكرار الإجراء مرتين في السنة تقريباً.

مصرح تجميلياً باستخدام البوتوكس بعد سن 18 عاماً. ويتم إجراء الحقن من خلال تخدير المنطقة المصابة ثم بعد مرور 15 دقيقة يبدأ الطبيب المختص بالحقن من خلال وخزات بالأبر الصغيرة جداً وتكون سريعة ولا يستغرق الإجراء أكثر من عشر دقائق كما يمكن أن يتم حقن البوتوكس في أي منطقة مصابة مثل الكفين، الجبهة، الإبطين…. إلخ من مناطق مصابة بفرط التعرق.

ويعد هذا الحل هو أحد الحلول التي يقبل عليها الكثير من الناس الذين لا يفضلون استخدام مزيلات التعرق خوفاً من الإصابة بالتهيج. وتعتمد تكلفة حقن البوتوكس على كمية المادة الدوائية المستخدمة.

 

– الحل الثالث “قطع العصب الودي”:

تعد جراحة قطع العصب الودي التي يقوم بها جراح صدر من الحلول الدائمة التي تغني عن استخدام مزيلات التعرق وحقن البوتوكس. يلجأ الجراح في هذه العملية إلى استخدام المنظار من خلال تجويف الصدر حيث إن في هذه المنطقة تتواجد سلسلة عصبية موجودة من الرقبة إلى أسفل الظهر ويمكن ربط هذه الأعصاب ثم كيها ليتم إتلافها ويؤدي ذلك الإجراء إلى توقف التعرق في المكان المطلوب، ولكل منطقة تعرق مكان خاص بها مثلاً منطقة الإبطين لها كي في منطقة محددة ومنطقة التعرق في اليدين لها منطقة يتم الكي فيها أيضاً. 

تمتاز هذه العملية بأنها عملية دائمة وتنهي أزمة فرط التعرق ولكنه إجراء جراحي دقيق ويحتاج إلى تصريح من المريض بفتح منطقة الصدر وأن يخبره الجراح المتخصص بأنه قد تحدث مضاعفات لهذا الإجراء وقد يحدث نزيف.

من العيوب التي قد تحدث بعد هذا الإجراء الجراحي ظهور مشكلة “التعرق التعويضي” والمقصود به أن كمية التعرق التي قد تخرج من المكان الذي تمت العملية لإيقاف التعرق فيه قد تخرج في مكان آخر والأسوأ إذا كان العرق يخرج في الوجه. ونسبة حدوث التعرق التعويضي تصل إلى 15% بعد إجراء العملية. أيضاً قد يتعرض البعض بعد إجراء هذه العملية إلى جفاف شديد في المنطقة مما يستلزم مداومتهم على استخدام كريمات الترطيب.

 

الجدير بالذكر أن وظيفة العرق عند الإنسان هي تبريد الجسم فقط وليست التخلص من السموم والأملاح الزائدة كما هو شائع  لدى الكثير من الناس لأن 99% من مكونات العرق هو الماء وليس للعرق وظيفة إخراجية. ولا يشكل منع التعرق في منطقة معينة أي خطورة على الجسم.

وينبغي على الأسرة من البداية ملاحظة مشكلة التعرق على أحد أبنائها مع ضرورة استشارة الطبيب المختص في الوقت المناسب منعاً لوقوع أحد أبنائها في أي حرج أو خجل اجتماعي في المستقبل.

 

- 2030 -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.