ارتباط الفنون سيميائياً في مهرجان “قمم للفنون الأدائية الجبلية”
تشتهر منطقة عسير بالجبال، والأودية ذات الطبيعة الخلابة والساحرة، ولذلك كانت أولى الندوات الثقافية لمهرجان “قمم للفنون الأدائية الجبلية” التي تقام ضمن فعالياته في منطقة عسير بعنوان “الجبل في الفنون الشعبية – قراءة سيميائية”، وذلك بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية بالتعاون مع نادي أبها الأدبي في مسرح النادي.
وتأتي الندوة ضمن عدد من الندوات نظمها المهرجان مؤخراً، حيث شهدت الندوة مشاركة الأديب الدكتور أحمد التيهاني، والأديب إبراهيم طالع، والأديب سعيد آل مرمضة، وشهدت الندوة قراءة للفنون الشعبية في المناطق الجنوبية ومدى ارتباط إرثها الشعبي بالجبل، شملت اعتزاز سكان الجبل بشموخ مناطق معيشتهم، إضافة إلى رمزية الجبل في الفنون الشعبية الخاصة بالسهول المنخفضة التابعة للمناطق الجبلية.
وذكرت الصفحة الرسمية للمهرجان: “من شتاء عسير ننطلق، لنسهم في تفعيل مفهوم السياحة الثقافية وستكون منطقة عسير وجهة سياحية تجمع بين الأصالة والحداثة طيلة العام. يحتفي مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية في دورته الأولى بالفنون الأدائية المرتبطة بالجبال وكنوزها الفنية المتنوعة التي تعكس تاريخ المملكة وعمق حضارتها”.
يذكر أن المهرجان ضم ٣ ندوات ثقافية تتمحور حول تحليل وقراءة فلسفات الفنون الشعبية الجبلية، كما تميزت فعاليات المهرجان بتنظيم العديد من الأنشطة الاستعراضية الخاصة بالفنون الأدائية في عدد من المواقع التاريخية التي تزخر بها عسير، وجاء ربط الفعاليات بالمواقع الأثرية والتاريخية لتعزيز الثقافة المحلية وإبراز نشأتها، بما يضمن أيضاً إبراز العمق الثقافي التي تحظى به المملكة من خلال موروثها الشعبي العريق.
فيما شملت الفنون الأدائية التي تم تنفيذها منذ انطلاق المهرجان عدداً من عروض الألوان الشعبية الخاصة بالمناطق الجبلية في المملكة، وذلك في 3 مواقع تاريخية مختلفة البيئة والبناء تمثلت في قصر “بن مشيط” التاريخي، وقصر “مالك”، إضافة إلى قصور “أبو سراح”، وذلك لضمان إبراز تلك الفنون لأكبر شريحة ممكنة، مع مراعاة ارتباط عدد من تلك الفنون بجغرافية المكان، وكان من أبرز عروض المهرجان والتي تمت من خلال عدد من الفرق الشعبية الجبلية، لتقديم الألوان الشعبية الخاصة بالجبل لتشمل لون “الخطوة” بمنطقتي عسير وجازان، و”الرفيحي” من منطقة تبوك، و”المجرور” من محافظة الطائف، و”الخبيتي” من منطقة المدينة المنورة، إضافة إلى ألوان “اللعب الحجري”، و”القزوعي”، و”الرازف” التي تتميز بها عدد من قبائل المناطق الجنوبية.
يذكر أن المهرجان ضم عدداً من الفعاليات المصاحبة من أبرزها توفير منافذ بيع للمستلزمات التراثية المحلية، ومعارض تشكيلية خاصة بالموروث الشعبي، إضافة إلى معدات ومستلزمات رياضة “الهايكنغ” واستعراض مواقع المسارات الأثرية التي تتميز بها عسير.