مهارة الفضول

ربما يكون اتباع خطوات فن التعامل مع الفضوليين أمر غير جيد مع بعض الأشخاص

- إعلان -

- إعلان -

يقصد بالفضول الرغبة القوية في اكتساب العلم والمعرفة والتعلم والفهم واكتشاف المجهول ومعرفة حقائق الأمور ويعتبر غريزة فطرية، ودافع داخلي موجود لدى الإنسان، ويعد المحفز الأول له منذ خلق الله البشرية لاكتشاف ما يدور حوله وتدل تصرفات الإنسان منذ ولادته على رغبته الدائمة في التعلم واكتشاف العالم المحيط به، وذلك باستخدام حواسه، وكثرة أسئلته واستفساراته.

 

بقلم د. خالد بن محمد الرابغي-متخصص في الموهبة

 

خالد بن محمد الرابغي

 

والفضول المعرفي (Cognitive Curiosity) هو إحدى الأدوات الذهنية التي تساعد قادة المنظمات والأفراد العاملين بها على اكتساب مهارات جديدة، وابتكار مبادرات وحلول عديدة، بل يصل أحيانا إلى الاختراعات.   وقد بينت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الأكثر فضولاً ورغبة ودافعية للعلم والتعلم يكون أداؤهم وتحصيلهم عالياً ، ولنا في الاختراعات والابتكارات البشرية شاهد ودليل على أن دافعها الأبرز هو (الفضول)، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنه: كيف أصبت هذا العلم؟ فقال: “بلسان سؤول وقلب عقول”.


وبذلك فلن تجد عالماً مخترعاً مستكشفاً ليس لديه فضول معرفي قوي، يقول ألبرت إينشتاين: أنا لست موهوبا، أنا فضولي فقط. كما قال الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء: إن (الفضول) هو الذي قاده إلى اكتشاف علم كيمياء الفيمتو ثانية.
نعم إن العلوم أقفال، والفضول والسؤال والبحث والاستطلاع مفاتيح لأبواب الإبداع والابتكار والتميز والاختراع، والأسئلة الصحيحة تؤدي إلى الإجابات الصحيحة، ثم تأخذ بأيدينا نحو القرارات الصحيحة.


فإذا كانت المنظمات اليوم تسعى إلى أن تكون منظمات متميزة مبدعة مبتكرة مخترعة فلا بد أن يكون لدى قادتها إيمان تام بالعلم والمعرفة، وأن تكون ثقافة المنظمة داعمة، ولا بد كذلك من إيجاد ممكنات تساعد الأفراد العاملين بها على إشباع فضولهم المعرفي حتى يصبحوا أكثر بذلاً وعطاءً ومبادرة وذلك من خلال إتاحة الأصول الفكرية والمعرفية والمعلوماتية أمامهم وتسهيل وصولهم إليها، وكذلك إشراكهم في صنع القرار ورسم السياسات المتعلقة بالمنظمة وتفعيل قنوات للتواصل الفعال معهم، والاجابة على أسئلتهم بكل شفافية ووضوح.

  

وتعتبر مهارة الفضول وحب الاستطلاع من اهم الأدوات الذهنية التي تساعدك على اكتساب مهارات جديدة وابتكار مبادرات وحلول عديدة، وهي تعد في وقتنا الحاضر المهارات المطلوبة في سوق العمل والتي تزيد من فرصك في الحصول على عمل مهم. 

 

كيف تبني مهارة الفضول؟ لبناء مهارة الفضول الإيجابي عليك ان تعمل عدة طرق منها : 

 

القدرة على طرح الأسئلة: 

مهارة طرح الأسئلة تعد من الإجراءات التي يقوم بها الشخص في الموقف لمواجهة ما يراه من خلال مدى معرفته بالأساسيات الواجب إتباعها عند التخطيط للسؤال (صياغة السؤال) ومدى استخدامه لجميع أنماط الأسئلة وإجادتها لأساليب توجيه السؤال والأساليب المتبعة في معالجة الإجابات فالعقول العظيمة تطرح دوماً أسئلة عظيمة هذه الأسئلة هي شرارة الاشتعال للبحث وراء الحقيقة وهي التي ستمنحك فهماً ووضوحاً للموضوع الذي تبحث عنه.  إن الأسئلة الجيدة تعد طاقة هائلة في استثارة الفكر، كما تلهم بالفرص الجديدة. هذا ما يخبرنا به العباقرة والمبدعون. فقد كانت المحفز لألبرت أينشتاين الذي كان له نظرية نسبية حيث يقول: من المهم عدم التوقف عن السؤال، فحب الاستطلاع قائم لأسباب خاصة. ولا يمكن للإنسان إلا أن يحس بالخوف حين يتأمل الأسرار الخفية للكون. لذا يكفي أن يحاول المرء أن يتأمل جانباً صغيراً فقط من هذا السر الخفي كل يوم. وعليك ألا تحاول قط أن تتخلى عن شعلة حب الاستطلاع. 

 

– التأمل: 

- إعلان -

مهارة تهتم باليقظة الذهنية والتركيز وهي أن يتواصل الشخص مع ذاته الداخلية فحياتنا المعاصرة مليئة بالضغوطات والتوتر، ومتطلبات الحياة اليومية تضغط على الإنسان من حيث لا يدري، لذا فهو بحاجة دائمة لنفسيات تساعده على الهدوء والاسترخاء، ومن هنا تأتي أهمية التأمل فكثراً ما نقوم بحرم أنفسنا من لحظات التأمل التي نعمل فيها فكرنا لنتفحص أمراً ما أو نحلل مشكلة، أو ندرس ظاهرة. فالتأمل والتفكر يحتلان أهمية كبيرة كمهارة تساعدنا على ترقية أنفسنا وتحفيزها وتفحص مسار حياتها. 

من هم الفضوليين؟

كلمة تتكرر كثيراً من هو الفضولي فهو ذلك الشخص الذي لديه الرغبة بالاطلاع ومعرفة المزيد من المعلومات عن قضية ما، والشخص الفضولي هو ذلك الذي ينشغل بحياة الآخرين، ويرغب في التعرف على المزيد في حياة من حوله، حتى إن كان ذلك لا يعنيه في شيء، في الغالب يميل الشخص الفضولي إلى اختراق الخصوصية، على سبيل المثال يمكن للشخص الفضولي أن يتفحص خزانتك وما يخصك من أوراق من دون الحصول على إذن منك، فهو من يتطفل على حياة الآخرين بطرق غير لائقة. 

 

فن التعامل مع الفضوليين: 

  من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الشخص ، ونظرا لانتشار هذه الظاهرة في كافة مجتمعات العالم، فالكثير من الناس يفتقرون إلى التعامل مع الشخص الفضولي بالشكل الصحيح، إذ يضطر البعض إلى التعامل مع هذا الشخص وتقبل فضوله بسبب صلة القرابة وذلك من خلال الخضوع والإجابة عن تساؤلاته المستمرة، أما البعض الآخر فيتعامل بطريقة حادة للغاية مع هذا الشخص، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المشكلة، خاصة إن كانت صلة القرابة قوية، فهي تعد مهارة تتطلب  من الشخص اكتساب مهارات شخصية من أجل التعامل مع الأشخاص المتطفلين.فعلى الشخص إتباع عدد من الطرق للتعامل مع الفضوليين منها : 

  • فهم مصطلح الفضول: عليك التعرف أولًا عن نوع الأسئلة الفضولية قبل الرد بحدة على السائل، فبعض المقربين قد يقومون بطرح الأسئلة بحسن نية، رغبة في الاطمئنان على مسار حياتك، وفي تلك الحالة يكون الرد الحاد غير مقبول، لذا يجب تقدير الموقف مع وضع مكانة السائل في الاعتبار. 
  • مهارة الحزم: وهي من المهارات التي تجعلك أكثر راحة أثناء التعامل مع الشخص الفضولي، لأنها ستكسبك جرأة الرد وعدم الخجل عند إظهار الانزعاج نتيجة توجيه الأسئلة الفضولية إليك.
  • الصراحة: بعض الأشخاص يستخدمون أسلوب الكذب في التعامل مع الشخص الفضولي، وذلك بسبب عدم رغبتهم في إطلاع هذا الشخص على المزيد من التفاصيل، لكن هذا السلوك خاطئ تماما، إذ يجب اتباع الصراحة في التعامل مع الشخص المتطفل، وذلك من خلال عدم الإجابة على سؤاله بشكل قاطع، وإعلانك بشكل صريح عن عدم الرغبة بمشاركة تفاصيل هذا الشأن في حياتك معه.
  • الدعابة: دائما ما تكون الدعابة وسيلة جيدة للهروب من تساؤلات الشخص الفضولي المستمرة، على سبيل المثال ربما تتكرر تساؤلات الشخص الفضولي عن راتبك كلما حصلت على ترقية في العمل. 
  • مهارة تغيير الموضوع: تعد من المهارات التي تحتاج الى فن في التعامل على الرغم من كونها مهارة سهلة الاكتساب، إذ تجعل الشخص قادر على نقل الموضوع وتمريره إلى سياق آخر، من دون إحراج الشخص الذي قام بإلقاء أحد الأسئلة الفضولية. 
  • إظهار الانزعاج: بعض الأحيان تزداد تساؤلات الشخص الفضولي بشكل يزيد عن الحد، في تلك الحالة إظهار الانزعاج يكون هو الحل الأمثل حتى توقفه عن هذا السلوك، يمكنك في هذه الخطوة الاستعانة ببعض اللفتات الدينية، تلك التي تظهر سلبية هذا السلوك بشكل عام، ربما يخفف ذلك من حدة المناقشة، ويجعل هذا الشخص أكثر استيعابا للموقف.  

كيفية التخلص من الفضوليين: ربما يكون اتباع خطوات فن التعامل مع الفضوليين أمر غير جيد مع بعض الأشخاص، لذا فهناك العديد من الطرق تساعد في التخلص من الشخص المتطفل منها: 

  • الرد على أسئلة الشخص الفضولي بإجابات غير مؤكدة باستمرار.
  • عدم إعطاء الشخص الفضولي المعلومة التي يبحث عنها، وذلك يكون من خلال الرد بشكل عام، فهذا سوف يزيد من استفزازه، ومع الوقت سوف ينصرف عن طرح أسئلته الفضولية عليك بشكل نهائي.
  • عدم إعطاء الشخص الفضولي الانتباه الكامل، وذلك يكون من خلال طلب توجيه السؤال مرة أخرى، باعتبار أنك لم تسمع ما قاله.
  • إشعار الشخص الفضولي أنك على عجلة بشكل دائم، فهذا لن يعطيه فرصة لطرح الأسئلة التي تزعجك. 
  • إظهار عدم الرغبة في التحدث بالشأن الذي يطرحه عليك الشخص الفضولي.

نصائح للتعامل مع الفضوليين: هناك العديد من النصائح التي من الممكن أن يأخذ بها الشخص لإبعاد الفضوليين عنه منها: 

  • الوضوح وإظهار عدم الرغبة في الرد على السؤال الذي تم توجيهه إليك بطريقة فضولية.
  • إطلاع العاملين والقريبين منك وزملاء العمل والأصدقاء على خطوطك الحمراء، وذلك يمكن أن يكون بطريقة غير مباشرة حتى يتعرفون على ما قد يثير انزعاجك ويأخذون حذرهم عند توجيه الأسئلة إليك.
  • الحسم في الرد على الشخص المتطفل.
  • امتلاك مهارات فن التعامل مع الفضولين مثل الرد على تلك الأسئلة اعتماداً على الفكاهة، أو محاولة نقل الموضوع وتغييره، فتلك المهارات تساعد بشكل كبير في التعامل مع الأشخاص المتطفلين.
  • عدم إعطاء هذا الشخص الوقت الكافي لتوجيه الأسئلة الفضولية إليك.
  • إبداء الانزعاج عند تعدي الشخص الفضولي الحدود المسموح له بها في حياتك.
  • الجراءة وعدم الخجل من التعبير عن عدم رغبتك في إشباع فضول الآخرين.   
- إعلان -

- إعلان -

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.