انطلاق أشهر مواسم صيد السمك بجازان
أولت المملكة العربية السعودية اهتماماً خاصاً بقطاع صيد السمك، وهذا يرجع إلى البيئة البحرية التي تتمتع بها المملكة، من خلال الامتدادات الواسعة لساحل المملكة، الذي يطل على البحر الأحمر من الجهة الغربية والخليج العربي من الجهة الشرقية واللذين يبلغان مجتمعين 2,640 كيلومتراً لليابسة التي تلاقي البحر، ومن أشهر مواسم الصيد، هي التي تشهدها منطقة جازان، والذي يعرف بموسم “الكنّة” وموعده في منتصف شهر أبريل من كل عام، ويعد من أهم مواسم الصيد بسبب الوفرة الكبيرة في السمك والجودة في نوعيته، ويجد إقبالاً من الصيادين المحترفين والهواة والمتنزهين، فيما تعد أسماك الضيراك “الكنعد” من أشهر الأسماك وأكثرها توافراً من بين أنواع الأسماك، خلال هذا الموسم الذي يستمر حتى نهاية شهر يونيو.
وتتميز مواسم صيد الأسماك في منطقة جازان بالإنتاج الغزير والذي يصل إلى 11,000 طن متري من الأسماك سنوياً عبر مياهها الإقليمية الممتدة على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلو متراً من مركز الشقيق شمالاً وحتى مركز الموسم جنوباً، بالإضافة إلى جزر فرسان، ما يمثل نحو 35% من الإنتاج السمكي من البحر الأحمر، ونحو 20% من الإنتاج الكلي للمملكة.
وتشمل تلك المواسم، موسم صيد أسماك الناجل والطرادي الذي يبدأ من بداية شهر يوليو وينتهي في آخر شهر فبراير، وموسم صيد أسماك الباغة من منتصف أكتوبر وحتى نهاية مايو، وموسم صيد الروبيان من بداية سبتمبر وحتى نهاية مارس، فيما يتم صيد أسماك البياض والشعور والهامور والعربي على مدار العام، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
ويقوم ما يزيد على 3200 صياد بممارسة مهنة الصيد على امتداد سواحل منطقة جازان وجزر فرسان، مستفيدين من 17 مرفأ صيد منتشرة على امتداد سواحل منطقة جازان، فيبحرون يومياً عبر 1657 واسطة صيد، مساهمين بذلك في استثمار ثروات البحر ومحافظين على مهنة صيد الأسماك.
وكان فرع وزاره البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان قد أطلق مؤخراً مبادرة “لتوطين مهنة الصيد” حيث سلّم سمو أمير منطقة جازان قوارب الصيد لـ13 صياداً من صيادي الأسماك بالمنطقة دعماً لتحقيق أهداف المبادرة، كما قام مركز أبحاث الثروة السمكية بالإشراف على قطاع الصيد بالمنطقة وإصدار وتجديد رخص ممارسة مهنة الصيد لجميع الفئات والقيام بجولات تفتيشية لضبط وتنظيم استخدام وسائل الصيد ومخالفة من يتجاوز النظام الصادر بذلك، وإعداد وتنفيذ الدراسات البيولوجية لبعض أنواع الأسماك الاقتصادية بالتنسيق مع الوزارة، وكذلك مراقبة مواسم حظر الصيد، والإسهام في الحفاظ على البيئة البحرية من التلوث ومنع عمليات الردم والدفن ورمي المخلفات المضرة بالبيئة.
ويذكر أن إنتاج المملكة من المصايد البحرية يبلغ حوالي 70 ألف طن متري من البحر الأحمر والخليج العربي, ما يمثل حوالي 30% من حجم الاستهلاك المحلي, فيما يتم تغطية الباقي من الاستهلاك عن طريق الاستيراد من الخارج.